بالتالي، يمكن القول إن مجموعة قصص “فهرس الملوك” للكاتبة العُمانية ليلى عبد الله تنحاز إلى فن القصة القصيرة بشكل تقليدي، حيث تعتبر أن القصة القصيرة العربية كانت تعاني من تراجع في السنوات الأخيرة بسبب كتابتها الخالية من الحكاية الروائية والشخصيات المتكاملة. وتعتمد الكاتبة على تكثيف الأحداث والرواة في قصصها، مما يجعل الحدث هو الأهم ويساهم في بناء القصة وإثارة القارئ.

تظهر السخرية والمرح في القصص، حيث تسلط الضوء على كيفية استغلال السلطة وتضليل الشعب من قبل الحكّام. ويتجلى ذلك في قصة “مدونو التاريخ” التي تروي كيفية كتابة مخطوطات تروي أمجاد الملوك رغم كونها مزيفة، وكيف يتحوّل هذا الكذب إلى تاريخ حقيقي بظهور مترجم يعتقد بصحته. وتستفيد الكاتبة من هذه القصص لتجسيد أفكارها بشكل واضح ومُحكم.

علاوةً على ذلك، تنمّي ليلى عبد الله على التكثيف في قصصها، مما يعكس تأثرها بكتابة الشعر والاعتماد على اللغة المكثفة والرمزية. ويظهر هذا التأثير في تقديمها للشخصيات والأحداث بشكل مباشر، دون الوقوع في تفاصيل زائدة تبطئ من سرعة القصة.

وتستعرض القصص مختلف جوانب الحياة في الممالك وتأثير السلطة والحكم على الناس، كما تمزج بين الواقع والخيال بشكل مبتكر ومثير. وتقدم الكاتبة تحديًا لنفسها في كل كتاب تنشره، حيث تسعى لإثارة القارئ وتجديد أفكارها في قصصها.

بالاعتماد على تقنيات السرد القصير واستخدام الرواة المتعددين والتكثيف، تقدم ليلى عبد الله في مجموعتها “فهرس الملوك” عمقًا وتعقيدًا في قصصها، مما يثبت موهبتها وقدرتها على تقديم قصص مثيرة وممتعة للقراء. وعلى الرغم من أنها قد اتجهت إلى الرواية بعد ذلك، إلا أنها استطاعت إبقاء جاذبية القصة القصيرة وتقديم مجموعة متنوعة من القصص التي تبرز موهبتها وإبداعها في الكتابة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.