في وقت يمكن فيه للذكاء الاصطناعي إبتكار عمل فني في بضع دقائق، يعمل محمد حسين أقاميري على إنجاز منمنمة فارسية تستغرق 6 أشهر من العمل المكثف، مساهمًا في استمرار تقليد إيراني قديم. أقاميري، البالغ من العمر 51 عامًا، يعمل كمعلم لتذهيب الكتب الإيرانيون لأكثر من 30 عامًا. يشير أقاميري إلى أن هذا الفن يحتاج إلى صبر ودقة كبيرة ولا يمكن للجميع أداؤه بنفس المهارة.
يعتمد فن النقش الفارسي على دقة فائقة وتفاصيل دقيقة للغاية، حيث يقوم أقاميري برسم منحوتات وزخارف هندسية وزهرية بأدق التفاصيل. يستخدم أقاميري أصباغاً طبيعية مثل اللازورد والزعفران والغواش بالإضافة إلى الذهب الخالص المستورد من الصين. يلاحظ أن استخدام الذهب يجذب النظر بشكل كبير ويزيد من قيمة العمل في عين المتفرج.
من عائلة فنانين، يروج أقاميري لنفسه كوريث لتقاليد فنية إيرانية عريقة مثل الخط العربي والمنمنمات والسجاد المنسوج يدوياً. يعمل أقاميري على إحياء هذه التقاليد من خلال بيع بعض من أعماله في إيران وخاصة للمتاحف ولكن نشاطه الفني متمركز بشكل خاص في الخليج العربي حيث يزداد اهتمام الجمهور بهذا الفن الشرقي والإسلامي.
يقدم أقاميري دورات في فن تذهيب الكتب عبر الإنترنت للطلاب الذين يعيشون في الخارج، خاصة في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يستقر في إنجلترا قريبًا لأسباب عائلية حيث سيقود ورش عمل لتعليم هذا التخصص الفني الذي يختلف عن غيره من الفنون الأوروبية. يشير أن هذا الفن يحظى بشعبية متزايدة حيث أصبح جزءاً من التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، ويباع 80% من أعماله في منطقة الشرق الأوسط وكذلك في تركيا.
يستغرق أقاميري أحيانًا ستة أشهر لإتمام عمل فني واحد بدقة فائقة، ويعود فن تذهيب الكتب إلى العصور الوسطى وقد أصبح يعيد إنتاج الوجوه البشرية والمناظر الطبيعية ويوضح حلقات من الكتب المقدسة. في ديسمبر 2023، أدرجت منظمة اليونسكو فن تذهيب الكتب على قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية بطلب من دول مثل إيران وتركيا وأذربيجان وأوزبكستان. ويشير أقاميري إلى أن هذا الفن يتمتع بشعبية متزايدة ويلاحظ تزايد الطلب عليه وانتشاره في بلدان مختلفة.