في مناقصة أقيمت في هنري ألدريدج آند سان بمدينة ديفايز، ويلتشير، تم بيع ساعة جيب ذهبية تم استردادها من جثة أغنى راكب على متن السفينة تايتانيك مقابل مبلغ قياسي قدره 1.2 مليون جنيه إسترليني (1.4 مليون يورو) إلى مجموعة في الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الساعة تتبع جون جايكوب أستور الرابع من عائلة استور الغنية. وقد جلبت الساعة عشرة أضعاف السعر المتوقع في المزاد الذي كان يتراوح بين 100,000 و 150,000 جنيه إسترليني (117,000 إلى 175,000 يورو). وقد كان أستور، البالغ من العمر 47 عامًا، في الوقت الذي غرقت فيه السفينة، واحدًا من أغنى الأشخاص على الأرض، وكان يمتلك ممتلكات بما في ذلك فندق ولدورف أستوريا. قام برحلته على متن تايتانيك مع زوجته الجديدة البالغة من العمر 18 عامًا، مادلين أستور، ورجلة الأجتماعيات مولي براون. عندما تم نقل زوجته وبراون على قوارب النجاة، قيل لأستور إنه يجب عليه الانتظار حتى يتأكد أن جميع النساء والأطفال بأمان قبل الانضمام. تأصل جانبي الساعة، من العناصر البارزة المعروضة في المزاد ، الحقيبة التي كانت تحمل الكمان الذي عزف عليه بقائد الفرقة ، وولاس هارتلي، كما غرقت السفينة. وحقيبة السفر التي بيعت ب 360,000 جنيه إسترليني (421,000 يورو)، وتم بيع الكمان نفسه مقابل 1.1 مليون جنيه استرليني (1.28 مليون يورو) من قبل نفس دار المزاد في عام 2013. حتى تم بيع ساعة أستور، كان الكمان هو العرض على أعلى سعر مباع من تايتانيك.

ذكرت تقارير أن قطعة قارب تايتانيك الشهيرة التي أبقت روز (كيت وينسليت) على السطح ولكن هجرت جاك (ليوناردو ديكابريو) في موقف بارد ومأساوي في فيلم جيمس كاميرون عام 1997، تم بيعها مقابل 718,750 دولار (663,000 يورو خلال حدث “كنوز من هوليوود الكوكبية” تنظمها مزادات التراث. تقول مواقع إعلانية رسمية إن ذلك العرض هو أغلى شيء باع من تايتانيك على الإطلاق، بينما تصف دار المزاد أندرو ألدريدج التكبيرة ان عمل الموسيقي والكمان هو أيقونة تايتانيك في المزاد أيضاً. للتعليق على الأمر، وصف ألدريدج: “كان الكمان خول هارتلي هو القطعة الأسطورية الأكثر بيعًا في تايتانيك في المزاد على الإطلاق. ومع ذلك، فلن يمكن أن يكون قد نجا لولا حقيبة الحقيبة التي صنعت من جلد الحمام الإنجليزي. كان من المفترض أن تستخدم الأشرطة الطويلة التي كانت بحوزة وولاسه لربط الحقيبة بنفسه أثناء غرق تايتانيك. وقد ساعدت في حماية الآلة ضد مياه البحر المالحة.” في هذا السياق يمكن ملاحظة أن تايتانيك ليس فقط أثري ولكنه حافل بالذكريات والأحداث الملحمية، حيث تعتبر تلك القطع التذكارية شاهدة على إنجازات البشرية وكوارثها.

بجانب تاريخ الساعة وأصحابها، يتوفر في مزادات التايتانيك العديد من العناصر الأخرى التي تعكس ذلك الزمن الفاصل. تقول التقارير إن محتويات حقائب السفر تظهر رحلات تايتانيك بكل تفاصيلها المثيرة. ومن المعروضات العريضة والشهيرة الأخرى التي يمكن أن تثير إهتمام الزوار: يباع حقيبة تحمل كمان قائد الفرقة ، والتي كان دورها مهما ومثيرا أيضا عند غرق السفينة. تم بيع الحقيبة مقابل 360،000 جنيه إسترليني. ويعبر ذلك عن قيمة تاريخية هائلة لا تضاهى، والتي تترك انطباعً طويل الأمد في الذاكرة الجماعية، وتدعو للعلمنة والتأمل في أعماق تاريخنا المشترك. كما يجد المشاهد تفصيلات حول ما جرى على متن السفينة كتجربة حية تخاطب العقول والقلوب لتعلق الناس بأحداث ماضى تاريخي شهير، وبالانجازات والضحايا خصوصا. انه يدفعنا لنسأل عن هذا الماضى وعن كونه كان جزءا من عالمنا، لكننا ما زلنا بُنيناعليه من جديد ونواكبه.

يتوفر في المزاد للهواة المهتمين عديد من القطع المعروضة للبيع. ومن الجدير بالذكر أن تايتانيك لها مكانة خاصة في تاريخ الحضارة البشرية، حيث تعتبر تجربة غرقها الأكثر شهرة في تاريخ البحارة والعلوم المائية، كما أنها حادثة فريدة تحمل في داخلها دروسا وعبرا عالمية وتراثا متميزا. ولمجرد شراء قطعة تذكارية تحمل علامة تايتانيك يمكن أن يعتبر استثمارا مستقبليواضافة الى انه حروبالافراد اىعلم. تتمحور هذه الذكرى حول موضوعات كثيرة تتعلق بالتصميم والهندسة المعمارية والرفاهية والحياة اليومية والنقل والتجارة. إذاً تكون قطع التذكارية والمارقة تقديرا لثقافتنا العامة مما يتيح للعملاء فرصة المشاركة الاكبرفى المزادات وبشكل دوري. وبالتالي يظهر أن تايتانيك ليس فقط حدثا تاريخيا ولكنه أيضا تصورا لثقافة ناشئة وتأكيدا على أناقتها وترفهها ومساهمتها الخاصة في عالمنا المعاصر.غير انكحل المقال لدعوليكلي حضورالمزاد القادم حيث يتم عرض عروض ساحرةعن الفن والتجارة والحياة اليومية بشكل كامل.

وفي نهاية اليوم يظهر أن عثور على تايتانيك تقدم المزيد من الأسئلة التي تحتاج إلى اجوبة متقنة من قبل الكثيرين. يمكن أن تشكل مثل تلك الأحداث المأساوية تحدًا إضافيًا للاحتفال بالذكرى التاريخية، لأنها بمثابة نذر لروح البشريةالجديد وعزمها على مواجة التحديات وتخطيها، مع الحفاظ على الثقة والكرامة والتواصل البناء بين الأفراد والمجتمعات بشكل عام. من الواضح أن معرفة تاريخ تايتانيك ليس مجرد واجب تأريخي، ولكنه أيضًا يساهم بشكل كبير في فهم أساسيات الحياة البشرية، وفي تعميق الوعي الثقافي حيال الأحداث الكبيرة ذات الصلة بنا فقدامن جهة اخري وليست لها علاقة في الأحداث الحياة العملية والأثرياء. غير اننا لا بد من فهم أن تاريخ تايتانيك بحد ذاته ليس مجرد مجموعة من الأحداث الكبيرة التي وقعت في ماضينا، بل هو مرآة لتجاربنا المشتركة التي تخصنا من جميع الجوانب كذلك.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.