مع استمرار تقدم الحياة في وسط بغداد، تزداد أهمية الاهتمام بالتراث الثقافي والمعماري في المدينة. فقبل أكثر من 800 عام، بنى الخلفاء العباسيون السور لحماية المدينة من المغول، واليوم يستمتع الطلاب والمهتمون بالمعمار بجولات تاريخية تستكشف العمارة الإسلامية والهوية العراقية. ومن ضمن معالم الجولة القصر العباسي وباب الوسطاني، الذي شُيد كجزء من أسوار عملاقة لحماية بغداد.
مع تزايد الاهتمام بالتراث العراقي، تشهد بغداد إعادة إحياء لمبانيها التاريخية وترميم شوارعها القديمة. يعتبر شارع المتنبي والسراي القديم من أبرز المشاريع التي تمت إعادة ترميمها، بالإضافة إلى مباني أخرى تعود إلى القرون الماضية. وتأمل السلطات أن تعيد بغداد التاريخية إلى وضعها السابق كمركز حيوي للثقافة والتراث بعيدًا عن المتاجر والمستودعات الصناعية.
إلى جانب التحديات المالية، تواجه السلطات صعوبة في التواصل مع الملاك الأصليين للمباني للحصول على موافقتهم قبل بدء عمليات الترميم. ومع ذلك، تسعى الحكومة إلى تحويل المناطق التي لا تشكل مشاكل إلى مراكز تراثية وثقافية، والابتعاد عن الأنشطة الصناعية والتجارية من وسط المدينة.
الشباب العراقي يعبّر عن اهتمامه المتزايد بالتراث الثقافي والمعماري، ويسعى لتغيير النظرة السلبية التي كانت تحيط بهذه القضية. ومع استمرار تحسن الأوضاع الأمنية في بغداد، يزداد الإقبال على الجولات التاريخية والندوات التي تنظمها الجمعيات المعمارية والثقافية. وتعتبر هذه الجهود الشبابية خطوة إيجابية نحو المحافظة على الهوية والتراث العراقي.
بغداد، كمدينة ذات تاريخ غني وحضارة عريقة، تستعيد اليوم بوادر روحها القديمة من خلال الترميم والإعمار. ومع استمرار تطور الحياة الحضرية في العاصمة العراقية، يتزايد الاهتمام بالحفاظ على التراث الثقافي والمعماري لتعزيز الهوية الوطنية وجذب السياح إلى هذه المدينة العريقة. ومع تحقيق هذه الجهود، يمكن أن تستعيد بغداد مكانتها كواحدة من أهم عواصم العالم العربي من حيث الثقافة والتاريخ.