وفي نهاية المطاف، تمكن العثمانيون من استرداد الأراضي الفرنسية التي كانت تحت سيطرة شارلكان وحلفائه، وكانت هذه الحملة العسكرية الناجحة نتيجة للتحالف الاستراتيجي بين فرنسا والدولة العثمانية تحت قيادة السلطان سليمان القانوني. كانت العملية تهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة بين الطرفين وضرب الإمبراطورية الإسبانية والإمبراطورية الرومانية المقدسة من الداخل.
وبهذا الانتصار، أثبت العثمانيون قدرتهم العسكرية والسياسية على التأثير في شؤون أوروبا، وقد استفادت فرنسا من هذا التحالف في تعزيز نفوذها وتوسيع تأثيرها في المنطقة، وكذلك أظهر السلطان سليمان القانوني قوته وقيادته الفذة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة العثمانية.
إن هذه الحملة العسكرية تعد من المحطات الهامة في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول الأوروبية والدول العثمانية، حيث أظهرت تأثير قوة العثمانيين وقدرتهم على التحالف مع دول أوروبية كبيرة مثل فرنسا في مواجهة الحلفاء المشتركين.
ومن المهم أيضًا التأكيد على أهمية التحالفات الاستراتيجية في تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية، حيث يمكن للدول المتحالفة تعزيز نفوذها وتعزيز حماية مصالحها من خلال التعاون مع القوى الأخرى، وهذا ما تم تجسيده في التحالف بين فرنسا والدولة العثمانية في القرن السادس عشر.
وفي النهاية، يمكن القول إن العلاقات بين الدول الأوروبية والدول العثمانية شهدت تحولات كبيرة خلال القرون الوسطى والحديثة، وكانت هذه الحملة العسكرية التي أطلقها السلطان سليمان القانوني مع فرنسا تعكس منظورًا جديدًا على العلاقات الدولية في تلك الفترة، وكيف يمكن للتحالفات الاستراتيجية تغيير مسار التاريخ بشكل كبير.
