سلمت الفتاتان سناء وسلوى جائزتيهما عن تفوقهما في حفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته في حفل بهيج بقرية تمسولت بإقليم تارودانت وسط جبال الأطلس بالمغرب. تعبر الفتاتان عن حمرة حياء وشعور بالفخر أثناء حملهما لوحتهما المزينة بآيات من القرآن الكريم وأكاليل من الزهور. سلوى وسناء من بين 30 حافظة أتممن حفظ القرآن الكريم هذا العام وتوجن في حفل “تامغرا نلقران” ضمن خريجي مدرسة دار الفقيهة للتعليم العتيق.

تعبر الفتاتان عن فرحهما وامتنانهما لجهود العاملين في المدرسة وعائلاتهما، وتعتزل سلوى جائزتها -عبارة عن رحلة عمرة- لوالديها كتعبير عن الامتنان. سارة أخرزي تعبر بصوت مفعم بالحماسة عن شعورها بالفرح والسرور بعد حفظها 60 حزبا كاملا، مشيرة إلى أهمية شعورها بالفرح والسعادة الذي لا يمكن وصفه.

توفر مدرسة الفقيهة حياة علمية جديدة للفتيات اللواتي فقدن الأمل في مواصلة تعليمهن بعد المدارس العمومية. يشرح المربي ناصر أيت بونصر أن القرية تحتوي على مدرستين للذكور والإناث، حيث توفر المأوى والإطعام للطلاب في مدرسة الفقيهة التي أسسها بونصر عام 2020. توفر المدرسة أنشطة موازية في الطبخ والخياطة والرياضة لتأهيل الطالبات لاقتحام الحياة الأسرية بمهارات اجتماعية.

بعد تفرغهما للحفظ لمدة 3 سنوات، يأمل الفتاتان سناء وسلوى في مواصلة مسيرتهما التعليمية حتى الحصول على البكالوريا والماجستير والدكتوراه. تستخدم مدرسة الفقيهة طرقا مميزة في حفظ القرآن الكريم تحرص على تفرد الطلاب والتميز في المحافل الوطنية والدولية. تعمل المدرسة على تعليم العلوم بجانب القرآن الكريم، وتوفر أنشطة متنوعة لطالباتها لاكتساب مهارات اجتماعية تعزز تحصيلهن العلمي.

تتخذ المدارس العتيقة في المغرب دورا مهما في ترسيخ التدين وتعزيز الثقافة الإسلامية والعربية في البلاد. يؤكد الباحثون على أهمية تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية في هذه المدارس، التي تشكل أساسا للهوية الإسلامية في المغرب. تنهل المدارس العتيقة من عمق التاريخ وتسهم في تكوين النخب العلمية والأدبية في البلاد، ما يجعلها جزءا أساسيا من الهوية الإسلامية والثقافية في المغرب.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version