في قرار صادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تمت موافقة على قرار القضاء الإيطالي بالمصادرة الذي أصدر بخصوص تمثال برونزي يعود للفترة الكلاسيكية والذي يُعرف بـ”تمثال الشباب المنتصر” والذي تم اكتشافه من قبل صيادين إيطاليين قبل 60 عامًا. تم شراء التمثال عن طريق متحف ج. بول جيتي عام 1977 ورفضت استعادته بإصرار. يعتقد أن التمثال عمل للنحات اليوناني ليسيبوس ويُعرض حاليًا في فيلا جيتي.

يُعتقد أن التمثال البرونزي يُصوّر رياضيًا عاريًا أو الأمير المقدوني ديميتريوس بوليورسيتيس وكان قد عاد إلى السوق الفنية عام 1974 قبل أن يتم شراؤه من قبل متحف ج. بول جيتي مقابل 3.9 ملايين دولار. تم رفع قضية بشأن الملكية الفعلية للتمثال وقامت مؤسسة جيتي بتقديم طعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2019. ومع ذلك، رفضت المحكمة الأمريكية الطلب وأكدت أن التمثال جزء من التراث الثقافي الإيطالي.

على الرغم من عدم وجود دليل قانوني على مصدر التمثال، فإن مؤسسة جيتي اختارت شراؤه دون اتخاذ الاحتياطات القانونية اللازمة، وربما بدافع الإهمال أو السوء النية. تجدر الإشارة إلى أن هذا الصراع بين إيطاليا ومتحف جيتي ليس الأول من نوعه، حيث تم التوصل إلى اتفاقات سابقة بشأن استعادة قطع أثرية مسروقة بشكل غير قانوني من قبل المتحف، والذي يُعد أحد أغنى المؤسسات الفنية في العالم.

يشهد التمثال البرونزي الغني بالتفاصيل العديد من الصراعات والجدل، حيث يتواجد حاليًا في فيلا جيتي، وهو مقصد سياحي شهير على مرتفعات حي باسيفيك باليساديس. بالرغم من جمال التمثال وقيمته الثقافية، إلا أن الصراع بين إيطاليا ومتحف جيتي بشأن الملكية لا يزال يستمر، مما يعكس أهمية المصادرة وحماية التراث الثقافي.

يجب على المتاجرين في الفن التحقق جيدًا من مصادر قطعهم الفنية لتجنب الصراعات القانونية كما حدث في حالة التمثال البرونزي. يُذكر أن التمثال يمثل قطعة من التراث الثقافي الإيطالي ويمثل جزءًا مهمًا من تاريخها، ولذلك يُعد من الضروريات الحفاظ عليه وإعادته إلى مكانه الأصلي، وهو ما تم تأكيده بوضوح من قبل المحكمة الأوروبية في قرارها الذي أيد قرار القضاء الإيطالي بالمصادرة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version