يعرض المتحف المصري هُرَيم أمنمحات الثالث، وهو هرم صغير يعود إلى عصر الدولة الوسطى والأسرة الثانية عشرة. تم العثور عليه بمجموعة جنائزية للملك أمنمحات الثالث في دهشور في عام 1900. الهرم محفور من حجر الجرانيت الرمادي الداكن، ويحتوي على كتابات باللغة المصرية القديمة توضح اسم الملك وألقابه. الهرم كان من المقرر وضعه على قمة هرم الملك أمنمحات الثالث ويُطلق عليه في اللغة المصرية القديمة لقب “بن-بن”، مما يرتبط بنشأة الكون.
الحجر المستخدم في بناء الهرم هو حجر الجرانيت الذي تتراوح ألوانه بين الداكن مائل للسواد والرمادي. وقد وجدت العديد من الآثار المصنوعة من نفس الحجر ومتدرجة الألوان في العديد من الحضارات. يُستخدم الجرانيت حتى اليوم في البناء والزخرفة، ولكن الحضارة المصرية القديمة أثبتت تفوقها في التعامل مع هذا الحجر وصقله، مما جعله يصبح ناعم النسيج حتى من خلال أدوات بسيطة. كما تم استخدام الجرانيت في صناعة التماثيل واللوحات الهيروغليفية.
يأتي تسمية الهرم بـ”بن-بن” من اشتراك قلابيته بين قمة الهرم وتل الأزلي في عين شمس، وهو تل تشكل شكلاً هرميًا، تعكس العقيدة المصرية القديمة المتعلقة بنشأة الكون. يعتبر الجرانيت مواد البناء الأكثر شيوعًا في مصر القديمة والآثار المكتشفة تثبت استخدامه في العديد من الصروح والآثار الأثرية. تمتاز الحضارة المصرية بحرفيتها في النحت والتقنيات المتقدمة في الحفر على الحجر.
يمثل هرم أمنمحات الثالث تحفة فنية نادرة من العصور الفرعونية ويعكس ابتكار الحضارة المصرية في استخدام الحجر وتقنيات التصنيع. يعتبر الهرم جزءًا من مجموعة جنائزية للملك أمنمحات الثالث وله أهمية كبرى في فهم الفن المصري القديم وتطوره عبر العصور. يثبت الهرم وجود تقنيات مميزة في الحفر ونحت الحجر التي طورها الفنانون والحرفيون المصريون القدماء.
بالنظر إلى الأثر التاريخي والفني الذي يحمله هرم أمنمحات الثالث، يمكن القول بأنه يمثل قطعة أثرية فريدة ونادرة من الحضارة المصرية القديمة. ويُشكل الهرم جزءًا من تاريخ مصر القديمة ويعكس الابتكار والفنون الفرعونية التي عرفت بها المملكة القديمة. تظهر الكتابات القديمة على الهرم الإعجاز الحضاري للمصريين القدماء وتقنياتهم المتقدمة في التعامل مع الحجر وتحفيزه للزخرفة والنحت.
