افتتح المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية أبوابه للزوار مع مشاركة واسعة تضم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. المعرض يعرض أعمال الفنان الإماراتي عبد الله السعدي ويتضمن ثمانية أعمال فنية تم إنتاجها خلال رحلاته في الطبيعة. ومن المتوقع أن يحفز المعرض الزوار على التأمل واستخدام اللغة بأسلوب جذاب ومبتكر.
تحمل رحلات الفنان عبد الله السعدي أصولاً قديمة في القدم، حيث يقوم برحلاته وحيداً في البرية لعدة أيام، ممارساً عملية إبداعية تشبه ما كان يفعله الشعراء القدماء في شبه الجزيرة العربية. يقوم بتخييم في البرية ويرسم على قماش اللوحات أو الأوراق بعد أن يشعر بالتوحد مع الطبيعة.
العرض الفني للسعدي يتقارب مع الممارسات الشعرية للشعراء العرب القدماء، وهو لا يصنع سجل موضوعي بل يقدم رؤية فنية وشعورية للأرض. يحقق عبد الله السعدي تواصلاً تاريخياً وذاكرة جماعية من خلال عمله الفني الذي يتضمن ثمانية أعمال فنية تم إنتاجها خلال ست رحلات في الماضي وعملين جديدين.
يقدم الفنان عبد اللله السعدي عمله في بينالي البندقية بتوجيه فكرة عنوان العرض وتشابك أماكن الذاكرة بأماكن للنسيان، وكيفية تشكيلهما لتاريخ موازٍ معاً. يحتفظ السعدي برواياته ورسوماته في صناديق مختلفة مصنوعة من التنك ويشارك في تكوين ذاكرة جماعية تستمر عبر الزمن وتحمل رؤية للعالم تحافظ عليها بمثابرة.
تشير تجارب الفنان عبد الله السعدي في الطبيعة إلى تواصل مع تجارب الشعراء القدماء الذين استوحوا إبداعتهم من تجوالهم في الطبيعة. يقوم السعدي بوصف الطبيعة المحيطة به ويسجل تجاربه الخاصة من خلال عمله الفني. يعتبر معرضه في بينالي البندقية فرصة لاستمرارية تاريخية وذاكرة جمعية تتجاوز الروايات المعروفة.
تم تقديم مفهوم “أماكن الذاكرة” من قبل المؤرخ الفرنسي بيير نورا، وهو مفهوم يتضمن تشكيل تاريخ موازٍ من خلال تجمع الذاكرة الجماعية. يعكس عمل الفنان عبد الله السعدي هذا المفهوم من خلال استخدامه لرواياته ورسوماته في صناديق تشبه صناديق الكنوز لخلق ذاكرة جماعية مستقبلية تحمل رؤية فنية للعالم.