وهكذا، انتهت رحلة الشيخ عبد المجيد الزنداني بعد عمر حافل بالعطاء والجهاد، حيث ترك بصماته في المجتمع اليمني وخارجه، وفي مجالات متعددة كالعلم والسياسة والدعوة. كان الشيخ عبد المجيد الزنداني شخصية فذة ترتبط اسمه باليمن والإيمان والإعجاز العلمي في القرآن. درس في الأزهر واعتنق الخنجر اليمني، وعمل في السعودية قبل أن ينتقل إلى تركيا، حيث وضع عصا التسيار جارا لأبي أيوب الأنصاري.

وكان الشيخ الزنداني يشتهر بدراسته العلمية واهتمامه بمجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وقد تأسست هيئة عالمية للإعجاز العلمي التي كان يرأسها، وقد اكتشف علاجا لفيروس الإيدز القاتل. كما أسس جامعة الإيمان في اليمن وفتح فروعا لها في أنحاء مختلفة من البلاد، وخرجت منها آلاف الطلاب حاملين شهادات عالية.

وعلى الرغم من ارتباطه بالعلم والدعوة، كان الشيخ الزنداني قريبا من الناس، وكان يحاول التوفيق بين مناهجه الفقهية والاجتماعية. كان لديه موقف تحفظ على تعاطي القات وكان يرفضه شرعيا وتاريخيا، لكنه كان أحيانا مضطرا لتقديمه للضيوف خاصة من الأهل البادية.

وقد كان الشيخ الزنداني شخصا مؤثرا في السياسة اليمنية، حيث شغل مناصب عدة في الحكومة وحزب الإصلاح اليمني، وكان له دور بارز في الثورات التي شهدتها البلاد، وكان رئيسا لمجلس الرئاسة المكون من 5 أشخاص. ورغم أن الولايات المتحدة كانت تبحث عنه بسبب اتهامات بدعم الإرهاب، إلا أنه دافع عن نفسه ورفض التهم الموجهة له.

وبعد رحيله في تركيا، أقيمت له مراسم تأبين وإثراء عند قبره، حيث بكى الناس خروجه من بينهم وودعوه بالدعاء، وكانت ذكراه خالدة بينهم كالصحابة الجليل. ترك عبقه وبصمته في وطنه وفي عقول وقلوب الناس الذين عرفوه واحترموا علمه ودينه وحكمته.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.