في القرن الـ14 الميلادي، بدأ العثمانيون بفتح أقاليم البلقان في شرق أوروبا، واستمرت محاولاتهم حتى أسسوا عاصمتهم الثانية في أدرنة، وعندما انهارت الإمبراطورية البيزنطية في 1453، أصبحت إسطنبول عاصمة للعثمانيين. تمكنت الدولة العثمانية من السيطرة على كامل شبه الجزيرة البلقانية، ووصلت إلى البحر الأدرياتيكي غربا.
في فترة ضعف الدولة العثمانية، بدأت تظهر مصطلحات مثل “تركيا الأوروبية” و “المسألة الشرقية”، وأصبحت البلقان تُعتبر جزءا من “الشرق الأوسط” أو “الشرق الأدنى”. تشكّلت مشاريع للتخلص من الحكم العثماني في البلقان، مما أدى إلى تقارب وتحالف كيانات البلقانية لتحرير البلاد.
ثورة تركيا الفتاة عام 1908 كانت نقطة تحول في البلقان، حيث عاد العمل بالدستور وانتقلت البلاد إلى النظام البرلماني، لكن سرعان ما اندلعت ثورات في البلقان، وأعلنت بلغاريا واليونان والنمسا وغيرها الاستقلال عن الدولة العثمانية. اشتعلت حروب البلقان وسقطت المدن الثلاث المحاصرة بيد دول البلقان.
حرب البلقان الأولى والثانية شهدت مأساة كبرى على السكان المسلمين المحليين، حيث قتل وتم طردهم وإبادتهم من قبل القوى المسيحية البلقانية. انهزمت القوات العثمانية في حروب البلقان وفقدت العديد من الأراضي. وقدّر أن عدد القتلى المسلمين خلال هذه الحروب بحوالي 200 ألف شخص.
انتهت حرب البلقان بانسحاب العثمانيين ونقل المئات آلاف المسلمين إلى إسطنبول والأناضول. بعد انتهاء الحروب، بدأت خلافات بين دول البلقان حول تقسيم الغنائم، مما أدى إلى تقسيم المنطقة واندلاع “البلقنة”. تسببت المنازعات بانقسام يوغسلافيا وأزمات في البوسنة والهرسك وغيرها، مما جعل البلقان تشهد صراعات مستمرة.