يتعامل معرض Tropical Modernism في متحف V & A مع معماريات الاستعمار ومعماريات التحرير. يستكشف العرض كيف تبادلت القوى الاستعمارية والمستعمرة تقنيات العمارة في العصر الحديث وكيف استخدمت الدول المستقلة هذه النماذج كمحاولة للتعبير عن هويتها وأملها في المستقبل. بدأت حركة “الحداثة الاستوائية” من لندن بعد الحرب، حيث قام المهندسون ماكسويل فراي وجين درو بتطوير نهج للعمارة تستجيب للطقس وتشجع التهوية بشكل طبيعي. كانت هذه الحركة عبارة عن نسق عام للعمارة في المستعمرات السابقة، مع قليل من التنوع. كانت الحركة تجسيدًا للحياد البريطاني في الأعقاب الاستعمارية.
فيما بعد، تبنت المدن الجديدة للدول المستقلة هذه الأساليب وحولتها إلى تعبير عن حريتها وتفاؤلها. على سبيل المثال، طُلب من جين درو تصميم مدينة تشانديغار في الهند، لكنها استحسنت توجيه هذا العمل إلى لو كوربوزييه الذي بنى رؤية مؤثرة للحضر الاستعماري. يسلط المعرض الضوء على الشبان الهنود الذين ساهموا في تحقيق هذه الرؤية، ويعكس الأفكار الإبداعية والثقافية التي غالبا ما تجاوزت الحدود الوطنية. يظهر المعرض أيضا النماذج البديعة للعمارة الترويبيكال الحديثة التي أنتجها الهنود، بالإضافة إلى التأثير الحضاري والسياسي الذي كان لهذه الأعمال الفنية.
تتضمن العرض أيضا اهتمامات معمارية أخرى، مثل توجهات الحضارة الاجتماعية والدينية والاقتصادية في الهند وغانا وكيف أدت إلى تكوين مدن جديدة وأفكار معمارية جديدة. يظهر المعرض تطور العمارة في هذه البلدان وكيف استمرت بالحفاظ على بعض من مثاليات الحداثة رغم التغيرات السياسية والاقتصادية. يتناول المعرض أيضا أعمال فنية تم تصميمها من أجل تعبير عن الهوية الوطنية والتاريخ وتحفيز الحوار بين الثقافات المختلفة.
على الرغم من الانحسار العام لمعماريات الاستعمار في العصر الحديث، تبقى بعض النماذج الأصلية كشاهد على الثروات الفنية والثقافية التي تبادلتها الدول والحضارات. يبرز المعرض الأساليب والتقاليد والتأثيرات التي تبادلتها الدول الواقعة في المناطق الاستوائية خلال العقود القليلة الماضية، ويسلط الضوء على الابتكارات والتحديات التي واجهها المهندسون والفنانون في هذه المناطق. يعتبر المعرض مناسبة لاكتساب فهم واع من عظمة وألق الفنون المعمارية في العالم وكيفية تأثيرها على التاريخ والثقافة. بهذا المعنى، يعد المعرض فرصة للاستمتاع بجمالية الهندسة المعمارية والفنون التشكيلية واستكشاف أعماق الهوية الإنسانية والتغيرات الجذرية التي أثرت في العالم بشكل عام.
