يشكل موسم الحج في الإمارات جزءاً مهماً من تراث الشعب الإماراتي، حيث توارثه الأجيال على مر الزمن. يتميز هذا الموسم بالعادات والتقاليد التي ترافق رحلة الحجاج إلى بيت الله الحرام، حيث كانت هذه الرحلة مفعمة بالإيمان والصبر على مواجهة التحديات والصعوبات، سواء كانت بسبب الظروف الجوية أو مخاطر السفر في تلك الحقبة القديمة.

تتضمن رحلة الحج للإماراتيين تحديات عديدة ومخاطر، حيث يتعرض الحجاج للجوع والعطش ومخاطر قطاع الطرق والصوص. ومع ذلك، لم تمنع هذه التحديات الحجاج من أداء فريضتهم بالصبر والايمان. فرحلة الحج كانت فرصة لتكوين صداقات تدوم طوال الحياة ولتبادل الخبرات والتجارب الحياتية بين الحجاج والقبائل المختلفة.

يتضمن طقوس رحلة الحج الوداع والاستعداد للرحيل منذ شهر رمضان، حيث يبدأ الحاج في اللقاء بالجيران والأصدقاء لإعلان نيته في أداء الحج وطلب العفو والمسامحة من الأخرين. ويتم احتضان قوافل الحج بالإبل والمطايا والحطب والزاد والأسلحة الخفيفة لحمايتهم من مخاطر الطريق.

خلال موسم الحج تشهد مدينة مكة ومدينة المدينة حركة تجارية واقتصادية نشطة، حيث يعتمد الإماراتيون على جلب التجارة والتجارة لتحقيق الرزق خلال هذه الفترة. كما يتم تسيير حملات الحج بواسطة الإبل والنوق التي تتميز بالصبر والتحمل والقدرة على حمل الأثقال والمسافات الطويلة.

بعد انتهاء موسم الحج يأتي دور “المطراش” الذي يسافر بين البلدان بهدف التجارة ونقل الأخبار عن قرب عودة الحجاج. ويتم تزيين المنازل بأعلام النخيل ورفع الرايات فوق البيوت لاستقبال الحجاج العائدين. وتبدأ الولائم والاحتفالات بعودتهم وتقديم الفوالة الشعبية والتهنئة لهم.

رحلة العودة من الحج تكون أكثر مشقة من رحلة الذهاب، حيث يكون الحجاج مرهقين ومتعبين بعد أداء مناسك الحج. ويتوجب عليهم إحضار ماء زمزم والتمر والهدايا للأقارب والأصدقاء. تستمر الاحتفالات والتهاني بعودة الحجاج العائدين، ويتبادل الناس التهاني والأفراح والهدايا والعزائم في أجواء من الفرح والانتماء.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version