تهامي الوزاني كان شخصية متعددة المواهب في المجال الأدبي والتاريخي والسياسي في شمال المغرب، حيث ولد في تطوان عام 1903 ونشأ في أسرة متواضعة. تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في تطوان، ثم تابع تعليمه في مجالات مختلفة مثل المنطق والفقه والتصوف مع علماء المدينة.

لم يحصل تهامي الوزاني على تعليم نظامي، بل اعتمد على نفسه في تكوين شخصيته وتطوير مهاراته. أسس صحيفة مستقلة في شمال المغرب وساهم في النضال ضد الاستعمار الإسباني. أيضا، ساهم في تأسيس مدارس خاصة في مدينته تطوان وعمل كمدرس ومدير لهذه المدارس.

تولى تهامي الوزاني عمادة كلية أصول الدين بتطوان وشغل عدة مناصب سياسية وتربوية، مما جعله أحد الشخصيات البارزة في المجتمع الفكري والعلمي في تطوان وشمال المغرب. يعتبر كتابه “الزاوية” الذي صدر عام 1942 أول رواية مغربية مكتوبة باللغة العربية، ويتناول فيه تجاربه الشخصية والروحية.

اختير تهامي الوزاني شخصية العام في جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة، ووصفته المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) بأنه يشكل تجليا متميزا للمثقف الشامل. توفي في عام 1972 ودفن في منزله بتطوان، وبعد وفاته، تعتبر مؤلفاته في التاريخ والأدب والفكر تراثا ثريا ترك بصمة واضحة في الحياة الثقافية للمغرب.

تهامي الوزاني كان له دور مهم في تعزيز التعليم في شمال المغرب، حيث أسس مدارس خاصة وشجع على دراسة العربية والقرآن والعلوم الشرعية. كان له أيضا تأثير كبير في الحياة السياسية والصحفية، حيث شارك في حركة الاستقلال وأسس صحيفته الخاصة “الريف”، وكتب العديد من الكتب التاريخية والأدبية. عمل أيضا كمعلم ومدير مدرسة وشغل عدة مناصب في المجال التعليمي.

بشكل عام، كانت حياة وأعمال التهامي الوزاني تجسد مسيرة شخصية متعددة المواهب والإنجازات في مختلف المجالات، ويعتبر من الشخصيات البارزة في تاريخ المغرب الحديث. ترك وراءه إرثا ثريا من المؤلفات والأفكار التي لا تزال تلهم وتثري الحياة الثقافية في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version