رولا خلف، المحررة في الصنداي تايمز، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. الكاتبة هي مؤلفة لكتب الطهي والشعر، وآخر كتاب لها هو “المائدة”، مجموعة من كتابات الطعام. أحدث الأخبار تفيد بأن لعبة السكرابل ستقوم بتحديث كل من لوحة اللعب وكتاب القواعد من أجل أن تصبح “أقل تنافسية”، الأمر الذي أثار انزعاج طفيف بين الأشخاص الذين يتمتعون بالتنافسية بشكل كبير. لقد نشئت في بيئة تنافسية، فوالدي ذوي قدرة تنافسية كبيرة. السكرابل كانت دائمًا نقطة توتر في الأسرة. النسخة الجديدة تحتوي على بطاقات توفر مساعدة وتلميحات يمكن اختيارها لتتناسب مع مستوى التحدي الذي يختاره اللاعب، حيث يفوز أول شخص ينجح في 20 بطاقة تحدي. هذا، على ما يبدو، هو لكي يجذب أكثر لفئة الشباب.
يعيب الكاتب الخسارة في اللعبة الجديدة، التي تتضمن تنافسية بين اللاعبين دون وجود شرف الانتصار. تعتمد السكرابل على بساطة اللعبة: عدد قليل من الحروف يمكن إعادة ترتيبها بأي طريقة تريد، وتقييم نقاط واضح على اللوح والبلاطة. يكمن جمال اللعبة في أنها لا تحتاج إلى كتاب قواعد؛ وبمجرد أن تلعب مرة واحدة يمكنك لعبها للأبد، مع تحسين الأداء في كل مرة. اللعب يعني للبالغين الكثير نفس الأهمية التي يعنيها للأطفال، حيث يمكننا من خلاله تمرين أنفسنا على كيفية التعامل مع الخيبة والحسد والمشاعر المتألمة.
اللعب يُعلمنا كيف ندرك التحديات الصغيرة لكي لا نكون مفاجأة بمواجهة تحديات كبيرة. بعض الناس يطلبون مني نصائح في الكتابة، وأقول لهم: قوموا بشيء آخر تظنون أنكم ستكونون فيه أسوأ. العبوا النسخة الصحيحة من السكرابل مع شخص أكثر ذكاءً منكم، وافعلوا كل ما بوسعكم للفوز. تعلموا من هزيمتكم، وحاولوا بجد أكثر. والديّ لن يلعبا النسخة المحدّثة، لأنهما لا يرون فيها الجدوى.
لعبة سكرابل تعيدنا إلى الجذور البشرية وتمنحنا الفرصة للتعلم والنمو. يجب علينا تعلم كيف نعيش مع الغيرة والغضب والجشع الذي لا يزال موجودًا فينا، وكيف نتعامل معه أو نموت. يُعتبر السكرابل ملاذًا آمنًا لجوهر الإنسان الحقيقي، حيث نتعلم كيف نواجه سراق وفكر وأساود وفي القيادة لاتخاذ القرارات الصائبة. تلعب انواع المُنافسة دورًا هامًا في تطويرنا كبشر حتى في سن الكبر.