فيما تختار رولا خلف، رئيس تحرير الـ “FT”، قصصها المفضلة في النشرة الأسبوعية، تظهر قيمة وجمال الأثاث الذي يعبر عن العصر الذي تم صنعه فيه حين نتنقل إلى الثمانينيات، خصوصًا في أوروبا، حيث قام أعضاء مجموعة ممفيس في ميلان برفض تقنيات التصميم الإيطالي بعد الحرب العالمية الثانية، وابتكروا أثاثًا بأشكال وألوان جريئة تتحدى مفهوم الذوق الجيد. وفي فرنسا، كانت الإبداعية محل اهتمام حكومي في الثمانينات، حيث قدم الرئيس فرانسوا ميتران ووزير الثقافة آر مأدبة دعمًا هيكليًا للموضة والأثاث وتصميم الغرافيك.
يظهر أن القيمة الجديدة لقطع الأثاث من الثمانينات تنمو منذ ٤٠ عامًا، حيث أنه كان يمكن رؤيته كقطعة كيتش، في حين أنه حاليًا يشهد إقبالًا جديدًا من قبل المجمعين، وكمعرضون في معرض “تيفاف” للفنون والتحف. ويظهر توجهات التصميم في الثمانينات استجابة جزئية لازدهار صناعة الأثاث بعد الحرب العالمية الثانية، حيث رد بولو باللوكو على ذلك بانتقاد لصناعة تستفيد من آلام الحرب.
في الثمانينات، كان يمكن العثور على الكثير من القطع الفريدة التي لم تُكتشف بعد، حيث يُظهر “كرسي التجربة” بتصميم الفنلندي يريو كوكابورو من عام ١٩٨٢. وفي سبتمبر ٢٠٢٣، نظمت بونهامس كورنيت دي سانت سير مزادًا خاصًا بتصاميم الثمانينات، مستوحاة جزئيًا من نجاح معرض “الثمانينات” للتصميم الفرنسي الذي افتتح في متحف الفنون الديكورية في باريس في أكتوبر ٢٠٢٢. وتشير التقارير إلى أن الباحثين عن هذا النوع من الأثاث في الثمانينات يجب أن يتصرفوا بسرعة لاحتمال زيادة الأسعار.
يمكن أن يكون التصميم في الثمانينات فرصة لاكتشاف قطع نادرة ومثيرة للاهتمام، حيث تقدم دور البيع بونهامز وفيليبس قطعًا من هذا العصر بأسعار تبدأ من ٥،٠٠٠ يورو. يرى مجلس الفن، سيمون أندروز، أن تصميم الثمانينات كان ردًا جزئيًا على انطلاقة صناعة الأثاث بعد الحرب العالمية الثانية، مع استعادة بعض الروح الفكاهية بتصميم أشكال جديدة للأثاث.
بشكل عام، يتضح أن التقدير للأثاث والتصميم من الثمانينات يزداد مع مرور الوقت، مما يجذب الجماهير الجديدة والمشترين الشباب لهذا النوع من الفنون. فيضيف كورنيت دي سانت سير أن ٤٠ ٪ من المشترين الجدد في المزاد الذي نظموه كانوا من الأشخاص دون الخمسين. تكشف المعارض عن أن الأثاث من الثمانينات بدأ يكون جزءًا من الديكورات المنزلية حاليا، مما يؤثر بشكل كبير على تحديد الذوق العام.
