إن البلاغة تعني استظهار مواطن الجمال في الكلام وإلقاء الضوء عليها، واستكناه أسبابها وأساليبها وما ترمي إليه من دلائل معنوية عميقة. وقد جاء في تعريف خير الكلام أن خير الكلام هو ما طَرُفَت معانيه وشَرُفَت مَبانيه والتَذَّهُ آذان سامعيه. تطور علم البلاغة بالتعريفات التي أوردها الجاحظ والمبرّد والرّماني وأبو هلال العسكري، حيث باتت البلاغة تشمل اختيار الكلام وحُسن النظم وإيصال المعنى بأحسن صورة. أما البلغاء العرب فقد كانت سلائقهم اللغوية تعينهم على الوصول إلى بليغ الكلام بالفطرة.

وجاءت بدايات البلاغة العربية منذ زمن بعيد في كتب اللغة والأدب والنقد، حيث وجدت إرهاصات بلاغية في العديد من الكتب القديمة مثل كتب الجاحظ وابن قتيبة وابن رشيق القيرواني. كانت بدايات تأليف علم البلاغة واضحة مع ابن المعتز وكتبه، وكانت نظرية الصرفة التي قدمها أبو إسحاق النظام تحث العلماء على البحث في إعجاز القرآن الكريم. وبفضل الإمام عبد القاهر الجرجاني، تم رد نظرية الصرفة وتأسيس نظرية النظم الأساسية لعلم البلاغة.

فعند متابعة أقوال أئمة البلاغة أمثال العسكري والجرجاني، يظهر الهدف من وضع علم البلاغة والتقعيد له هو خدمة النص القرآني وإعانة المتكلم على استشعار بلاغة القرآن واكتشاف أسراره. وكانت نظرية الصرفة التي قدمها أبو إسحاق النظام جاءت بشكل رد على هذه النظرية، مما أدى إلى تأسيس نظرية النظم التي أرسى أسس لعلم البلاغة. يعتبر الجرجاني أحد المناهج الرئيسية لهذا العلم، وقد استند على نظرية النظم في توصيل البلاغة للنص القرآني.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version