الصهيونية تجسد مفهوم “محمية الحداثة”، حيث يعتبر الكيان الصهيوني تجسيدًا للحداثة الأوروبية التي ترى الآخر بتناقضها بأنه يجب إبادته. وبالتالي، يعتبر الأرض كمحمية بشرية للاستيطان يستخدم فيها المستوطنون أساليب قمع واغتيال. ويكون الكيان الصهيوني محمية عسكرية واقتصادية وسياسية وقانونية تدعم وتحمي أفعاله ضد الفلسطينيين وغيرهم.

على الجانب الآخر، يعمل المقاومون الفلسطينيون على توثيق الوقائع والأحداث التي يتعرضون لها على وسائط التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى إعادة صياغة مفهوم الإنسانية وتسليط الضوء على معاناتهم. وبمثابة المراسلة الإخبارية، يعرضون حقائق القتال والاحتجاجات والمطالب، مما يعرضهم لخطر ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدفهم بقمعها.

هذه الممارسات تثبت أهمية تأسيس علم اجتماع مقاوم للاستعمار، يركز على نقض الاستعمار ودعم المقاومة والتحرر الوطني. ومن خلال إعادة صياغة مفهوم الإنسانية وتسليط الضوء على الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، يتم تحويل التاريخ الجاري في غزة إلى مقاوِم واعية للظلم والاضطهاد.

بالتالي، يتعين علينا إعادة صياغة مفهوم الإنسانية بشكل شامل من خلال تسليط الضوء على الظلم والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي وتأكيد حقوق الإنسان للفلسطينيين. ويجب أن تكون العلوم الاجتماعية والإنسانية جزءًا من هذا التوجه، من خلال إعادة تأريخ المقاومة وتوثيق الظلم والقمع الذي يتعرض له الفلسطينيون.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version