بالرغم من وجود انتقادات بسبب الاحتكار المفترض لدور النشر الكبرى في القوائم الطويلة والقصيرة لجائزة الكتاب الألماني، إلا أن اللجنة التحكيمية تؤكد أنها تقيم الأعمال بناءً على جودتها وابتكارها، دون النظر إلى اسم الدار النشر أو الكاتب. وتؤكد أن الكتاب ودور النشر هم من يرشحون أعمالهم للجائزة.
في القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الألماني لعام 2024، تم اختيار 6 روايات من بين 180 رواية، تتنوع في موضوعاتها وأنماطها السردية. من بين هذه الروايات، تألقت رواية “أربعة وسبعون” للكاتبة الألمانية الإيزيدية رونيا عثمان، التي تروي قصة الإبادة الجماعية التي تعرضت لها الإيزيديين في كردستان العراق.
وتنقلت الرواية ببراعة بين مواقع مختلفة وتقنيات سردية متميزة، واعتمدت على شهادات الناجين والتحقيقات الرسمية لتروي قصة مأساوية بشكل وثائقي. من جانب آخر، تقدم رواية “هاي، صباح الخير، كيف حالك؟” لمارتينا هفتر قصة افتراضية تتحول إلى حياة شخصية للبطلة يونو، وتحكي عن صراعاتها بطريقة مثيرة للإعجاب.
ومن خلال رواية “سرد الأرانب” لمارين كاميس، تنتقل القصة من الواقعية إلى الفانتازيا، ممزوجة بأسلوب سردي متعدد الأشكال. كما تقدم رواية “من الشمال يتدحرج الرعد” لماركوس تيلمان قصة واقعية بسيطة تنقل بين حياة الطبيعة وصراع الأيديولوجيا.
أما “بروجكتورات” لكليمينس ماير، فتعرض أحداثها وشخصياتها بشكل مسرحي وسينمائي جذاب، ينتقل بين الأماكن والأزمنة بطريقة مميزة. وتروي “التزامات” لإيريس فولف قصة الصراعات التي يمر بها زوجان يلتقيا من جديد بعد عقود من الافتراق في رومانيا الشيوعية.
وتتضمن هذه الروايات تقاطعات بين الحقيقة والخيال، وبين السياسة والشغف، تأمل في الحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية. وتبرز الروايات بأساليبها السردية المتنوعة وتقنياتها اللامعة، وتأخذ القارئ في رحلة مثيرة وعميقة في تفاصيل الإنسان والمجتمع.
