أعطى مسؤولون وكتّاب وفنانون إشارة انطلاق الأنشطة المقررة في سنة 2024 بمدينة ستراسبورغ، التي تم تتويجها بلقب “عاصمة عالمية للكتاب”، وهي أول مدينة فرنسية تحصل على هذا اللقب من قبل منظمة اليونسكو. وقد أعلنت رئيسة بلدية المدينة عن بدء الاحتفالات التي ستشهدها ستراسبورغ لمدة سنة كاملة بهذه المناسبة، مع تنظيم أكثر من ألف نشاط مختلف يهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة والكتب في المدينة.
تميزت مدينة ستراسبورغ بتاريخ عريق مرتبط بتاريخ الكتاب، حيث كانت مركزًا لانتشار ثقافة الكتب منذ العصور الوسطى، وهي الوجهة التي اختارها جوتنبرغ لتطوير اختراعه للكتاب المطبوع. وفي ظل الصراع والتعصب الذي تشهده أوروبا، وجاءت دعوة إلى الكتّاب كحلفاء ثمينين لنشر الفضيلة وبث الأمل في العالم المعاصر.
شارك عدد من المؤلفين المشهورين مثل ليديا خورخي من البرتغال، وكمال داود من فرنسا والجزائر، إلى جانب أندريه كوركوف من أوكرانيا، في جلسات قراءة ومناقشة الكتب، وتبادل الأفكار والتجارب الأدبية. كما شهد الحفل لقاءات مع كتّاب آخرين مشهورين مثل ألبرتو مانغويل وبوعلام صنصال وكريكور بيليديان.
من بوابة الكتاب والقراءة، أعلنت ستراسبورغ عن برنامج واسع من الأنشطة التي ستشمل لقاءات الرسوم التوضيحية، ومهرجان الكتب والمدونات الصوتية، وإنشاء أكاديمية الكتاب من أجل حقوق الإنسان التي ستستضيف ورش عمل وجولات في المدينة. وستكون ستراسبورغ المدينة الـ24 التي تحمل لقب العاصمة العالمية للكتاب، وتليها مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل في استضافة الحدث في عام 2025.
حظيت ستراسبورغ بتقدير عميق كمدينة ذات تاريخ كبير مترابط مع تاريخ الكتاب والثقافة، مما جعلها محط اهتمام المنظمة اليونسكو وتميزها بتنظيم فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة لتعزيز ثقافة القراءة والمعرفة في المدينة وإبراز دور الكتّاب في تشجيع قيم السلام والتواصل بين الثقافات المختلفة.
تعكس مبادرة اختيار ستراسبورغ كعاصمة عالمية للكتاب بوضوح دور الثقافة والأدب في نشر قيم التسامح والتعايش في عالم يعاني من الصراعات والانقسامات، وتؤكد أهمية الثقافة كوسيلة للتواصل والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة. في هذا السياق، تبرز ستراسبورغ كنموذج للمدن الثقافية التي تسعى إلى تعزيز التفاهم والتعايش المشترك من خلال الكتاب والثقافة.