منذ سواحل جزر الهند الشرقية حتى شواطئ الكاريبي الذهبية، تتبدل رحلة السفن الهولندية في مهمة استعمارية استغرقت 4 قرون، شكل فيها الهولنديون تاريخ العالم الحديث بتعاونهم مع دول أخرى. بدأ الاستعمار الهولندي في أوائل القرن الـ17، وامتد حتى نهاية القرن الـ20، مع فترات من التوسع والانكماش. توسعت الإمبراطورية الهولندية بسرعة في جنوب شرق آسيا، كما أسست مستعمرات في مناطق مختلفة من العالم، مثل منطقة البحر الكاريبي وأميركا الشمالية.

في أفريقيا، أسّس الهولنديون مستعمرة كيب في جنوب أفريقيا ومحطة إمداد حيوية للسفن، بالإضافة لإنشاء مراكز تجارية على طول الساحل الغربي. اعتمد الاقتصاد الهولندي بشكل كبير على تجارة التوابل والسكر وجوزة الطيب والبن، مما دفعهم لتوسيع نطاق عبودية العمل في المزارع والمطاحن.

من جهتهم، اعتمدت الشركتان الشرقية والغربية (الهولنديتان) على التجارة والاستعمار ولعبتا أدوارا محورية في الاستعمار الهولندي، حيث عرفت الهولنديين بامتلاك قوة بحرية هائلة وتحكمهم على العديد من المواقع التجارية في جميع أنحاء المحيط الهندي. تحدثت الشركة الشرقية أساساً في آسيا، بينما قامت الشركة الغربية بتأسيس المستعمرات في الأميركتين وأفريقيا.

لكن العصر الذهبي الهولندي في القرن الـ17 ترك بصمة مظلمة حيث استغل الهولنديون واستعبدوا ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة في إندونيسيا. نجح جان بيترزون كوين في استعباد وقتل آلاف السكان المحليين وتهجير آخرين خلال الاحتلال الهولندي في جزر باندا. وخلال استعمار آتشيه في سومطرة، تسبب الهولنديون في تدمير قرى ومقتل العديد من السكان.

لا تزال مسألة الماضي الاستعماري الهولندي محل جدل، حيث بدأ النقاش حول الاعتذار وتحقيق العدالة. في عام 2011، تقدمت مجموعة من الأرامل الإندونيسيات بدعوى ضد الدولة الهولندية بسبب جرائم الحرب خلال الاحتلال، ونجحت الدعوى مما دفع الحكومة الهولندية بتحمل مسؤوليتها. عام 2013، قدم السفير الهولندي اعتذاراً رسمياً عن العنف الاستعماري في إندونيسيا. وعلى الرغم من التقدم، لا تزال وجهات النظر الهولندية متفاوتة حول الحاجة للاعتذار والتعويض عن الماضي الاستعماري.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version