خلال الربع القرن الماضي، شهدت العاصمة الإيطالية روما نشاطاً يومياً يتمثل في بيع الصحف في كشك خاص يديره شقيقتان باتريشيا وأليسندرا بيسانو. كانت الشقيقتان يفتحان كشكهما يومياً في ميدان فيتوريو إيمانويل الثاني عدا في شهر أغسطس وأيام العطلات الرسمية، حيث كانت تقدمان الصحف للزبائن بشغف وحماسة. ورغم الصعوبات، استمرت الشقيقتان في هذا العمل حتى واجهت أليسندرا مشاكل صحية تسببت في توقفها عن العمل، مما جعل باتريشيا تبحث عن مساعدة جديدة.

ويشكل كشك الصحف الذي يديره الشقيقتان بيسانو جزءاً لا يتجزأ من المشهد الثقافي والاجتماعي في روما، حيث يشكل مكاناً لتبادل الأخبار والمعلومات بين السكان والزوار. ورغم أهمية هذا الكشك، يواجه تحدياً كبيراً نتيجة تراجع مبيعات الصحف وانتشار المنصات الرقمية التي تغذي الحاجة إلى الأخبار بشكل أكبر. وعلى الرغم من حجم الصعوبات، فإن الشقيقتان بيسانو تتمسكان بالحفاظ على هذا الكشك التقليدي بكل تفاني واهتمام، بينما ينضم المزيد من الأشخاص لطريقة جديدة للحصول على الأخبار.

تسود حالة من الغموض حول مستقبل كشك الصحف بمرور الوقت، حيث تواجه باتريشيا بيسانو صعوبات في مواصلة العمل بمفردها بسبب مشاكل الصحة التي تعانيها شقيقتها. بينما تواجه صناعة بيع الصحف تحديات كبيرة في ظل تراجع مبيعات الصحف وتزايد الاعتماد على المنصات الرقمية للحصول على الأخبار. ومع استمرار تدهور هذه الصناعة التقليدية، يتعين على الشقيقتان بيسانو مواجهة تحديات جديدة للحفاظ على تقاليد عائلتهما ومحاولة إيجاد حلول لمشاكلها.

تشكل الأكشاك التقليدية لبيع الصحف جزءاً مهماً من الحياة اليومية في إيطاليا، وتعد محلاً مهماً للتواصل وتبادل الأخبار بين الناس. ولكن مع تراجع عدد هذه الأكشاك وتحول بعضها إلى بيع سلع تذكارية وغيرها، يُعتبر تقليص عددها ضمن التحديات التي تواجه القطاع. وفي ظل ازدهار السياحة وتوجه الزوار نحو منصات الأخبار الرقمية، يبقى على الأكشاك التقليدية وأصحابها البحث عن حلول إبقاء هذا القطاع حياً ومستداماً. وبين الأمل والتحديات، تستمر الشقيقتان بيسانو في الدفاع عن تقاليد عائلتهما والعمل بجدية واجتهاد للحفاظ على كشكهما ومواصلة تقديم الخدمة للمجتمع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version