تعرفت إلى عبيدة البنكي، الخطاط المشهور في قطر، كان ينتظرني في منزله متحمسًا للقاء الصحفي. دخلت إلى بيت الشعر الذي اتخذه في فناء منزله، ووجدت صورًا تزين زوايا المجلس تعكس تاريخه ونجاحاته في عالم الخط. بدأ يحدثني عن بداياته مع الخط منذ الصباح، حيث كان يحرص على التمرين اليومي لتطوير مهاراته.

بينما كان يحدثني عن تجربته في كتابة المصحف، كانت لديه طائفة من التجارب الروحانية والفنية التي شاركها معي. استغرقت كتابة المصحف ثلاث سنوات ونصف، حيث كان يعمل يوميًا بين العبادة والكتابة، معتمدًا على الاستمطار من رحمة الله في كلماته. وكان يحكي لي عن روحية كتابة آيات الله، وكيف كانت تجربة مهمة تعلم من خلالها الكثير عن تقديره للحروف وأهميتها في القرآن.

أخذني البنكي في رحلة عبر تاريخ الخطاطين العرب وتأثيرهم على الفن الإسلامي. كان يروي لي القصص التي عاشها مع رجال الخط الكبار وكيف تأثر بهم في تطوير مهاراته. وبالرغم من اهتمامه بالخط العثماني، إلا أنه يخلد للفن العربي تقديرًا خاصًا، ويؤمن بأهميته كعنصر مهم في الثقافة الإسلامية.

استمعت لقصصه وتجاربه في عالم الخط، وكيف تأثر بالرياضة وكرة الطاولة في تطوير مهاراته. كان يروي لي كيف أفادته كرة الطاولة في عمله وكتابته، وكيف أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته وروحه. وكان يحدثني عن أدواته وطقوسه في الكتابة والتمرين اليومي، مؤكدًا على أهمية الدأب والتمرين المستمر في تطوير مهارات الخط.

وبينما كان ينهي حديثه، قدم لي لوحة خطه كهدية لصديق في إسطنبول لتذهيبها، وهكذا انتهت مقابلتي مع هذا الفنان الكبير الذي عكس خلالها عشقه وإخلاصه للفن العربي والخط الإسلامي. وكانت تلك اللحظات تعكس العمق الروحي والمهني الذي يمتلكه والذي يجعله واحدًا من أبرز خطاطي العصر الحديث.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version