ويشير مصالحة إلى أن النكبة الفلسطينية ومرحلة الشتات شكلا حدثا مفصليا في تاريخ فلسطين الحديث، حيث دمرت مئات القرى والمدن وهجر سكانها، مما أدى إلى اختفاء البلد بأكمله وشعبه من الخرائط الدولية والموسوعات الرسمية. وقد قامت إسرائيل بنهب المكتبات والأرشيفات الفلسطينية بشكل ممنهج عام 1948، حيث أنشأت وحدة خاصة لجمع الكتب والمخطوطات من البيوت الفلسطينية، وتم نهب العديد من الكتب والمخطوطات والأرشيفات وإيداعها في مكتبة الجامعة العبرية في القدس.

المكتبات الخاصة التي تعرضت للنهب تشمل مكتبة الكاتب والأديب خليل بيدس في القدس التي كانت تضم مخطوطات قيمة وكتب نادرة، حيث توفي بيدس بعد النكبة في لبنان عام 1949. وبالرغم من مرارة النكبة، تعامل اللاجئون الفلسطينيون معها بشكل إيجابي، حيث تمكنوا من الاندماج في مجتمعات الخليج العربي ولبنان وتقديم إسهامات مهمة في مجالات التعليم والأكاديمية.

وأشار مصالحة إلى أن الكتاب يسلط الضوء على مرحلة ما بعد النكبة ودور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في توفير التعليم الابتدائي والإعدادي لأبناء اللاجئين في مناطق العمل الخمسة للوكالة. وقد أشاد الفلسطينيون بدور الأونروا على الرغم من المشاعر المزدوجة تجاهها، حيث أن 95% من أبناء اللاجئين ارتادوا مدارس الوكالة في ثمانينيات القرن الماضي.

وأوضح مصالحة في كتابه الدور الكبير الذي لعبته الشخصيات التربوية الفلسطينية البارزة مثل خليل السكاكيني وخليل طوطح وأحمد سامح الخالدي في تطوير التعليم في فلسطين وتأسيس المدارس الحديثة والمعاهد التربوية. كما تناول الكتاب دور الأكاديميين الفلسطينيين في فترة ما بعد النكبة وإسهاماتهم الواسعة في تطوير التعليم في الأردن ولبنان ودول الخليج.

وعرض الكتاب معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتلين الإسرائيليين الذين قاموا بتدمير الإرث الثقافي الفلسطيني ومصادرة المخطوطات والمكتبات، مما أدى إلى فقدان أجزاء كبيرة من التاريخ والثقافة الفلسطينية. ولكن على الرغم من هذه الصعوبات، تمكن الفلسطينيون من الحفاظ على هويتهم وثقافتهم عبر مرور الزمن رغم التحديات الكبيرة التي واجهوها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.