في حلقة جديدة من برنامج “الطريق 66”, ذهب عثمان آي فرح إلى مدينة لانكستر في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يعيش “أخوة النهر” و”الأميش” و”المانانايت” وفق قواعد الإسلام رغم أنهم ليسوا مسلمين. ووفقا للبرنامج, يفضل أعضاء هذه الجماعات الحياة البسيطة البعيدة عن الحداثة وتفاصيلها الكثيرة مثل التلفاز والسيارة والإنترنت وغيرها من الأمور التي يرون أنها تعكر عليهم صفو حياتهم.

يقول “العم جاك”, وهو من “أخوة النهر”, إن الفوارق بين جماعته و”الأميش” ليس كبيرة, وإنها طفيفة جدا بالنظر إلى أن الأفكار الأساسية لكلتا الجماعتين واحدة تقريبا. وفي منزل العم جاك (80 عاما) توجد كثير من التحف التي تعكس شغفه بالقديم, وهو يقول إن الفوارق بين الجماعات تتمثل في طريقة اللباس والأدوات التي يستخدمونها في مزارعهم على سبيل المثال. وتقول الجماعة إن الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن ينتمي لها.

في جماعة “أخوة النهر” تضع النساء قبعات بيضاء وثقيلة الوزن تختلف عن تلك التي تضعها نساء “الأميش”, وهم أيضا يرتدون ملابس ذات ألوان بسيطة, على عكس نساء الأميش اللائي يلبسن ألوانا فاقعة ولافتة للانتباه, كما يقول العم جاك. ويحرص كل رجال أخوة النهر على جز الشارب حتى لا يكونوا أشبه بالجنود, وهم يتركون اللحية لأنهم يرونها تكريما للرجل, ومن ثم “فلا داعي لإزالته والتشبه بالنساء”, حسب تعبير العم جاك.

تعيش هذه الجماعة حياة شبه منغلقة على نفسها, وطقوسها وتفاصيلها المغرقة في البساطة, ولا تتعامل مع العالم الخارجي إلا في نطاق محدود لكنها ملتزمة بما يلزمها به القانون مثل دفع الضرائب. ومن بين الأمور التي تختلف فيها هذه الجماعات (أخوة النهر, الأميش), التقاط الصور مثلا والتي يجيزها بعضهم, ويحرمها بعضهم الآخر. لكنهم جميعا يتفقون على رفض الذهاب للسينما وحفلات الخمر والصخب وما شابهها.

تحرص هذه الجماعات على اقتناء الخيل كواحد من أهم عوامل إبقاء الأسرة متماسكة كما يقولون. ومن ثم فإنهم ما زالوا يعتمدون على العربات التي تجرها الخيل بدلا من السيارات الحديثة. قد عاش العم جاك 80 عاما في هذه الحياة, وقد استطاع تكوين ثروة لا بأس بها فاشترى مزرعة يمتد عمرها لـ 300 سنة, وأورثها لأبنائه, وأورثهم معها عاداته وتقاليده وفهمه للحياة. لكن هناك فوارق بين الأجيال على كل حال.
ووفقا لكيليب, يعترف الشاب بأن قليلين من الأجيال الجديدة بالطائفة يتمسكون بالقديم في ظل التطور الكبير الذي فرضته التكنولوجيا على الحياة بصفة عامة. ورغم أنهم يعرفون حقيقة أنهم لن يتمكنوا من مواجهة التطور, فإن غالبية هؤلاء الشباب ما زالوا متمسكين بالبقاء في موطن الآباء والأجداد.

حافظت هذه المجتمعات على الصدق والأمانة, ومن ثم فإن الجريمة تكاد معدومة بينهم في يومنا هذا. وما زال الناس يمتلكون من النزاهة ما يجعلهم يفعلون ما يقولون إنهم سيفعلونه. ومن أهم الأمور التي تميز هذه الجماعات هو أنها تعتمد على نفسها في كل شيء تقريبا, لأنها تنتج ما تأكله وتستخدم ما تصنعه, ولا تحتاج للخارج إلا في أضيق الحدود.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.