تحدثت رولا خلف، رئيس التحرير في صحيفة Financial Times، عن مختاراتها من القصص المفضلة في هذا النشرة الأسبوعية. وأشارت إلى أن صندوق الثروة السيادي في إندونيسيا يهدف إلى استثمار ما يصل إلى مليار دولار هذا العام، حيث تُعتبر الطاقة الخضراء واحدة من أولوياته، وذلك في إطار تحول البلاد إلى مركز للانتقال الطاقوي على خلفية احتياطياتها الكبيرة من النيكل. وقد تم التفاوض على الاستثمار المحتمل في نظام سيارات الكهرباء والطاقة الجيوحرارية، بالإضافة إلى تقديم التمويل لإعانة التقاعد المبكر لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم.
تأسس الصندوق في عام 2021 من قبل الرئيس جوكو ويدودو للاستثمار في الصناعات المهمة اقتصاديًا وجذب المستثمرين الأجانب إلى إندونيسيا. وقد حصل الصندوق على تقييم إئتماني من فيتش هذا العام، بهدف جمع رؤوس أموال جديدة من السوق الخارجية. يتمثل تركيز صندوق الاستثمار السيادي أيضًا في مساعدة إندونيسيا في تحولها الطاقي، حيث يسعى لتمويل إعادة تقاعد مبكرة لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم.
بالإضافة إلى الطاقة الخضراء، يركز صندوق الثروة السيادي في إندونيسيا أيضًا على القطاعات الأخرى التي يتمحور نشاطه حولها، وهي النقل واللوجستيات، والرعاية الصحية، والاقتصاد الرقمي. وقد بدأ الصندوق بجهود مشتركة مع شركة Global Infrastructure Partners قد تم الاتفاق على استحواذها من قبل شركة BlackRock في صفقة بقيمة 12.5 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية في إندونيسيا.
تهدف إندونيسيا إلى جذب تدفقات استثمارية ضخمة في القطاع الصناعي المتعلق بالنيكل، حيث تمررت بعض الشركات الصينية الكبرى للقطاع، مثل Tsingshan Holdings و CATL. وفي هذا السياق، مرورًا بفترة انتقالية، في أعقاب سعي إندونيسيا لوضع نفسها كمحور للانتقال الطاقوي، وقد أنتجت البلاد ضغوطات كبيرة على قطاع النيكل والقطاع الصناعي العام.
ويأتي تركيز صندوق الثروة السيادي في إندونيسيا وجهوده في مساعدة البلاد على تحقيق أهدافها في الانتقال الطاقوي في إطار تحذيرات الخبراء من وجود فجوة استثمارية هائلة في دول جنوب شرق آسيا من أجل تحقيق أهدافها في الصفر الصافي. يأتي هذا في سياق حاجة المنطقة إلى تصليح قطاعات الطاقة البديلة بشكل كبير.
وقد وجهت نجاحات إندنيسيا في القطاع الصناعي واستقطاب تدفقات استثمارية هائلة من الصين إلى تحاول أن تكون اندونيسيا مركزا للانتقال الطاقوي، وذلك بفضل احتياطاتها الكبيرة من النيكل، إذ يسعى الصندوق إلى استثمار الآلاف من المليارات من الدولارات في المشاريع الخضراء لتحقيق التحول الطاقوي والبيئي في المنطقة.