سجلت درجات حرارة البحار واليابسة ارتفاعًا غير مسبوق خلال الشهر العاشر على التوالي، مما أثار قلق العلماء بشأن تغير المناخ ورفع معدل الارتفاع العالمي لدرجة حرارة 1.5 درجة مئوية منذ العصر الصناعي. سجلت درجات حرارة سطح البحر في مارس ارتفاعًا قياسيًا للشهر الثاني عشر على التوالي، بينما جاءت درجات الحرارة على اليابسة بواقع 14.14 درجة مئوية، متفوقة على الرقم القياسي السابق بنسبة 0.1 درجة مئوية.
يتساءل العلماء عن سبب تغير المناخ وسلوكه بشكل مختلف عما كانوا يتوقعون، حيث تشير البيانات إلى أن درجات الحرارة ترتفع بوتيرة أسرع من المتوقع نتيجة للتأثيرات المختلفة مثل استخدام الوقود الأحفوري والبراكين والأنشطة الشمسية وتيارات المحيط الهادئ. وتظهر البيانات الحديثة أن الشركات في طريقها لزيادة حرارة الكوكب بنسبة 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، مقابل 1.5 درجة مئوية الهدف المنصوص عليه في اتفاق باريس.
يعتبر ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات العصر الصناعي أمرًا مثيرًا للقلق، حيث يؤكد العلماء على سرعة الحدث على نحو مفاجئ مقارنة بالتوقعات. وتشير البيانات إلى استمرار ارتفاع حرارة المحيطات رغم تراجع ظاهرة النينيو التي ترتبط بتوقف تدفق الهواء الدافئ في المحيط الهادئ.
تقدم الدراسات بتحليل لحالة الطقس في مارس وأبرزت ارتفاع درجات الحرارة في مناطق معينة مثل شمال أمريكا الشرقية وأستراليا الجنوبية، بينما سجلت بعض المناطق الأخرى جفافًا مثل كندا الغربية وسيناء وجنوب أستراليا وأمريكا الجنوبية. وتظهر البيانات أيضًا أن غالبية أوروبا شهدت طقسًا أكثر دفئًا من المعدل خلال مارس، مما يعكس تغيرات المناخ التي نتجت عن إنبعاثات الغازات الدفيئة.