سورة الأعراف تحتوي على دعاء مأخوذ من الآية الكريمة التي تتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام والقوم الذي اختاره للقاء الله على طور سيناء. وقد تجاوز القوم النبي موسى واعتبروا عبادة العجل اختباراً لهم، مما أدى إلى زلزلة الأرض وموتهم. وقام موسى بالدعاء لله بأن يرفع العذاب عنهم ويرحمهم، داعيًا بأن لا يعاقب القوم بسبب أفعال السفهاء. ينقسم الناس إلى مؤمنين يبتلى الله بهم وجاهلين يعارضون الامتحان، ولذلك كانت دعوة موسى بأن لا تؤاخذ الله القوم بسبب أعمالهم.
سورة الأعراف تناولت موضوعات عديدة مثل دعم الرسول صلى الله عليه وسلم في مواجهة الكفر وتأكيد توحيد الله وخلق الإنسان. تأتي الآية الكريمة التي يقول فيها موسى “ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السُّفَهَاءُ مِنَّا” لتوضح موقف موسى من أعمال الجهلة، داعيًا الله بالمغفرة والرحمة. وقد كان الهدف من اختيار السبعين رجلاً من قوم موسى هو التوبة عن الذنب ولكن تمسك القوم بطلب رؤية الله بأعينهم أدى إلى موتهم.
الابتلاء يكون حكمة من الله لابتلاء المؤمن بثباته على الحق، بينما يرفض الجاهل الامتحان ويتبع الضلال والكفر. ومن هنا جاءت تضرعات موسى لله بأن لا يعذب القوم بسبب أفعال السفهاء وأن يرحمهم ويهديهم، وأن يكون ذلك الابتلاء فتنة ليبين الله المؤمن من الجاهل.
سورة الأعراف تمثلت في طلب موسى للمغفرة والعفو من الله بسبب تجاوزات القوم وارتكابهم لأعمال السفاهة. وقد كان رفضهم الاختبار واعتبارهم عبادة العجل اختباراً لتوحيدهم وابتلاء الله بهم. السورة تختتم بدعوة للتوجه إلى الله بالدعاء في الأوقات المناسبة، وتوجيه للإحسان في القول والعمل والابتعاد عن أعمال الفسق والشرك.
سورة الأعراف نزلت في مكة المكرمة وتحتوي على 260 آية، وهي تعتبر السورة السابعة في ترتيب المصحف الشريف. قدمت السورة تفسيرًا لموقف موسى من السفهاء والعبادة الباطلة التي ارتكبها قومه. وتأتي الآية التي يرددها المسلمون “ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا” لتعكس موقف موسى من أعمال التجاوز والفسق. يتضح من خلال سورة الأعراف أهمية الثبات على الحق واختيار الإيمان بالله في وجه الابتلاءات التي تواجه الإنسان.