تحدث رولا خلف، رئيس تحرير صحيفة Financial Times، عن تحديات تغير المناخ وتأثيرها على الصحة البشرية والبيئة في النشرة الأسبوعية. فتثير التحذيرات حول تغير المناخ خوفا من وقوع حوادث جوية كارثية مثل الحرائق الغابية أو الفيضانات، ولكن تسلط التسخينات على الكوكب تهديدا آخر يتمثل في انتشار الأمراض إلى مناطق جديدة، مهددة السكان الذين ليس لديهم مناعة مدمجة في هذه الأمراض.

وبينما يضطر التأثير العالمي لتغير المناخ البشر والحيوانات إلى البحث عن مواطن جديدة، يجلبهم إلى قرب بعضهم البعض ويخلق ظروفا لانتشار الأمراض المناعية، وهي التي تحدث عندما يقفز المسببون من حشرة أو حيوان إلى الإنسان. وتشير الأرقام إلى زيادة متزايدة في عدد الأمراض المناعية الجديدة في العقود الستة الماضية، مما يشير إلى أهمية التحرك السريع لمعالجة هذه التحديات.

مع زيادة أسباب الأمراض المعدي الحاملة للبعوض مثل حمى الضنك والملاريا إلى مناطق جديدة، تمثل الحشرات القدرة على البقاء والازدهار في أرجاء العالم التي كان من المفترض أن تكونا باردة سابقا. وقد ازدادت حالات الإصابة بحمى الضنك بنسبة 30 ضعفا في النصف القرن الماضي، مما يبرز أهمية تحديد والتعامل بسرعة مع تلك الأوبئة.

مع انتقال البشر إلى مناطق جديدة بحثا عن الطعام وسبل العيش بسبب التغيرات المناخية، يزداد احتمال حدوث حالات “التسرب” عندما ينتقل فيروس من الحيوانات إلى الإنسان. وبمرور الوقت، يتعين أن يتم اتخاذ تدابير للحد من الانتشار والوقاية من هذه الأمراض المناعية.

على الرغم من التحديات التي تواجه العالم في مواجهة هذه الأوبئة، يجب أن تكون الجهود لمواجهتها في نطاق عالمي وتتطلب حلا شاملا. ويتعين أن تتوجه الجهود إلى تقديم تطعيمات ميسورة التكلفة للسكان الذين يعيشون في المناطق التي تصبح فيها الأمراض منتشرة بشكل أكبر، وذلك بهدف سرعة وفاعلية مكافحة هذه الأوبئة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version