في الطبعة اليومية، نجد أن الشركات كانت تتسابق لإطلاق الأهداف البيئية الطويلة الأمد قبل قمة المناخ COP26، حيث قررت شركة EY الرائدة في مجال المحاسبة أن تكون لها دورا بارزا في هذا المجال. بينما تعهدت الشركات الأخرى بتقليل انبعاثاتها الكربونية إلى الصفر الصافي بحلول عام 2030 أو 2050، أعلنت EY في عام 2021 أنها ستحقق هذه الهدف خلال أربع سنوات فقط. لكن الآن، بعد سنة فقط من الموعد النهائي لعام 2025، تفكر EY في إعادة النظر في خطتها المناخية كجزء من تحسن المعايير والمراقبة حول هذه الوعود البيئية الخضراء.
وبموجب هذه الخطة، قامت EY بتقليل انبعاثات الكربون في جميع نشاطاتها، لكنها استخدمت بشكل كبير التعويضات الكربونية المرتبطة بمشاريع تقليل أو تجنب الانبعاثات، على سبيل المثال من خلال منع التصحر. تشير استراتيجية EY إلى تقديم هذه التعويضات لكنها توجد منها جدل محيط منذ ثلاث سنوات، خاصة بعد تقارير إعلامية عن مزاعم بتضخيم تأثير هذه المشاريع. تقوم المبادرة العلمية لتحديد الأهداف البيئية بإصدار توجيهات تبدو خارجة عن استراتيجية EY، حيث تشدد على أهمية تحقيق تقليل كبير في الانبعاثات التشغيلية، بالإضافة إلى تلك من سلاسل التوريد واستخدام منتجاتها، مما يعني أن الانبعاثات المتبقية يجب أن تحجم بتكوين نشط لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي – وليس عن طريق المشاريع التي تجنب الانبعاثات التي تعتمد عليها EY.
فيما يتعلق بالبنوك المركزية، قامت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم فكرة تحديد أسعار فائدة “خضراء” للقروض التجارية، حيث تقوم البنوك المركزية بتقديم قروض مستهدفة لتشجيع الاستثمارات الخضراء دون الحاجة لإنفاق المال الحكومي. على الرغم من تنفيذ هذه السياسة في عدد قليل من الدول فقط، فإن أهمية هذه الخطوة تكمن في تعزيز الاقتصاد الأخضر والنهوض بمشاريع الطاقة المتجددة والكفاءة الطاقوية. وعلى الرغم من أن هناك بعض القلق بشأن تأثير هذه الإجراءات على التضخم، إلا أن معظم المؤيدين يرون أنها ستسهم في الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.