تظهر التحذيرات المناخية المتعلقة بتغير المناخ ارتفاعا حادا في معدلات الوفيات بين كبار السن وزيادة في مخاطر الأمراض المعدية نتيجة للأمطار الغزيرة، وفقًا لتدقيق سنوي حول التهديدات الصحية الناجمة عن الاحتباس الحراري العالمي. وتؤكد هذه الدراسة التي نشرها أكثر من 100 عالم في مجلة “ذي لانسيت” على كيفية تهديد تغير المناخ بالبقاء على قيد الحياة وجودة الحياة. ويواجه الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط أشد الضرر، إذ يزيد كل جزء من الدرجات في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية من مشاكل الصحة.
تفيد التقرير الذي أعده أكثر من 100 عالم نشره في اللانسيت CountCount، في جامعة كوليدج لندن، بزيادة وفيات بسبب الحرارة بين الأشخاص البالغين دون سن 65 سنة في العام الماضي، الذي كان الأكثر دفئا منذ تسجيل الأرقام، بنسبة 167 في المائة فوق المستويات في التسعينيات. وهذا كان أكثر من 100 نقطة في المئة أعلى من الزيادة التي كان من المتوقع حدوثها نتيجة النمو السكاني وحده.
تعرض الناس في جميع أنحاء العالم إلى متوسط قياسي من 1512 ساعة- ما يعادل 63 يومًا كاملا- من درجات الحرارة التي تمثل على الأقل خطرًا معتدلا من نقص الحرارة عندما يتنقلون، وقال العلماء. وتسببت درجات الحرارة المرتفعة في فقدان 512 مليار ساعة عمل الماضي، بزيادة تناهز 49 في المائة على متوسط 1990-9وأضافوا – ما يعادل تقريبًا 100 ساعة لكل بالغ على الكوكب.
أنشأت لانسيت Countdown لمراقبة التأثيرات الصحية بعد اعتماد اتفاق باريس بشأن تغير المناخ في عام 2015. وهي تستفيد من أعمال 122 خبيرًا من 57 مؤسسة أكاديمية ووكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأرصاد الجوية العالمية.
اكتشفت الدراسة أن العواصف الرملية والغبار المشتعلة بالطقس الأكثر سخونة وجفافًا تشكل خطرًا صحيًا آخر متزايد، حيث ساهمت في زيادة بنسبة 31 في المئة في عدد الأشخاص المعرضين لتركيزات خطيرة من المواد الجسيمة بين 2018 و 2022، مقارنة بالفترة من 2003 إلى 2007.
وجد العلماء أيضًا أن الناس يعانون من صعوبة أكبر في تغذية أنفسهم بشكل كافي لأنه تعرضت ما يقرب من 50 في المئة من مساحة الأرض في العالم لشهر واحد على الأقل من الجفاف في العام الماضي، وجد الباحثون أن أكثر من 150 مليون شخص تعرضوا لعدم الأمان الغذائي المعتدل أو الشديد في 124 دولة تم تقييمها في عام 2022، مقارنة بالفترة من 1981 إلى 2010.
في الوقت نفسه، وجد العلماء أن أكثر من 60 في المئة من مساحة الأرض في العالم شهدت زيادة في حالات الأمطار الشديدة خلال العقد من 2014، مقارنة بمتوسط 1961-1990، وذلك ساهم في زيادة خطر انتقال الأمراض المنقولة بواسطة البعوض مثل الحمى النفاظة، التي سجلت ذروتها على مدى الزمن مرات عديدة، وتجاوز عدد حالات الإصابة المبلغ عنها 5 ملايين حالة في أكثر من 80 إقليمًا في العام الماضي.