حقق حزب الأخضر أفضل نتيجة انتخابية على الإطلاق في بريطانيا، حيث فاز بجميع الأماكن الأربع المستهدفة وأضاف إلى أعداده مستوى حزب Reform UK. فاز زعيما الحزب كارلا دينير وأدريان رامزاي بمقاعدين في بريستول ووادني فالي في سافولك، في حين فازت إيلي تشونز بشمال هيرفوردشاير ونجحت سيان بيري في تأمين مقعد برايتون بافيليون. قال رامزاي: “سندفع الحكومة الجديدة لتكون أكثر جرأة لأن كير ستارمر كان خافتًا إلى حد ما في هذه الانتخابات.” تمكن الحزب من جذب ناخبين من اليسار كانوا قد أبعدوا أنفسهم عن العمل العمالي مع تخفيف ستارمر لسياسته البيئية وتحرك الحزب نحو وسط ربع الميدان. كان الأخضر أيضًا قد جذب بعض الدعم لموقفهم من الصراع في غزة، حيث دعوا إلى فرض عقوبات على إسرائيل ووقف بيع الأسلحة إليها.
أشار كريس هوبكينز، خبير استطلاعات الرأي في شركة Savanta، إلى أن الحزب تغلب على العقبات الضخمة التي فرضها النظام الأول الفائز وسيكون “شوكة في جانب العمل” لفترة. “إنهم ينتزعون أصوات من الحزب الحاكم أيضًا، لذا يبقى تحالفهم الانتخابي واسعًا بما يكفي لتحقيق مكاسب في الانتخابات المحلية المقبلة واستخدام هذا الزخم للمضي قدما في البناء.” أما المهنيين والمستثمرين وجماعات المجتمع المدني فقد قالوا إن فوز حزب العمال بأغلبية ساحقة يظهر وجود دعم واضح لاتخاذ إجراءات طموحة بشأن تغير المناخ، بينما فشلت استراتيجية الحزب المحافظ في تقليل الصافي صفر في جذب دعم الناخبين.
وفي سياق متصل برزت الحاجة إلى تنفيذ الوعود التي قدمها حزب العمال خلال الحملة الانتخابية. فقد رحبت تحالف We Mean Business المكون من 16،000 شركة عالميا والذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات بخصوص تغير المناخ بتكليف إد ميليباند بمنصب وزير الدولة لأمن الطاقة والصفر الصافي. وأشادت المجموعات البيئية بدوره بميليباند وبجهوده في إقرار قانون تغير المناخ عام 2008 الذي تعهدت بموجبه المملكة المتحدة بتقليل انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري بنسبة 80 في المئة بحلول عام 2050 مقارنة بمستويات عام 1990. ومع ذلك، يتوخى الحكومة الجديدة الحذر في تجاوز التزامات برنامجها الانتخابي، حيث خفضت خططها للإنفاق الأخضر السنوي بمقدار 28 مليار جنيه إسترليني لصالح حزمة أقل بقيمة 5 مليار جنيه استرليني في السنة. وعليه، يظل أنصار ستارمر حذرين من أي إيحاء بتوجهه نحو اليسار. في إضافة إلى السياسات التوقيعية لحزب الأخضر، تضمن المناشد الخاص بهم مقترحات جذرية بشأن إعادة توزيع الثروة، زيادة الضرائب والاستثمار في الخدمات العامة.