تقدم مستشارون للأميركي جون كيري الذي شغل منصب سفير الأمم المتحدة للمناخ بضغوطات كبيرة على أعلى أهداف المؤسسات الرقابية للمناخ من أجل تغيير موقفها المعارض لاستخدام الائتمانات الكربونية المثيرة للجدل. شارك المسؤولون الذين شاركوا في تشكيل مخطط الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة في توجيه طلبات متكررة للقيادة في مبادرة الأهداف المبنية على العلم على مدى أكثر من عامين. وقد جاءت هذه الضغوط قبل قرار سياسي أعلنته مبادرة الأهداف التي تستند إلى العلم الأسبوع الماضي بالسماح للشركات باستخدام الائتمانات الكربونية لتعويض تلوثها. وفي غياب هيئة أو جهة رقابية أخرى، تطورت مبادرة الأهداف المبنية على العلم كمنظمة تحقق لخطط المناخ الشركاتية، بدعم من مجموعات غير ربحية. اعتزل كيري منصبه كسفير للمناخ في الولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام، لكنه كان رائدًا في مخطط للدول الأشد فقراً لإصدار الائتمانات الكربونية للشركات مقابل تمويل لمساعدة الدول على التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري نحو الطاقة النظيفة.
أما أحداث الجمعة، فقد أبرزت المخطط الأميركي الذي جذب اهتمام شركات مثل أمازون وماستركارد وبنك أمريكا ولكنه ما زال يبحث عن مشترين في الشركات لائتماناته. وإذا ما قرر مجلس الأهداف المبنية العلمي على الرجوع إلى الاعتماد على الائتمانات الكربونية كبديل لتقليل الانبعاثات، فسيعزز ذلك المشروع الذي تقوده الولايات المتحدة عن طريق منح الشركات الضوء الأخضر لتحقيق أهداف المناخ من خلال شراء الائتمانات بشكل كبير، بدلاً من التركيز على تقليص الانبعاثات بالفعل. وقد استثمر المطورون مليارات الدولارات في السوق العالمية لائتمانات الكربون الطوعية، التي من المفترض أن تمثل طن من ثاني أكسيد الكربون الذي يتم إزالته من الغلاف الجوي أو منعه من دخوله.
وقد واجه الأنصار لإلغاء الائتمانات الكربونية تلك الأدوات غير المنظمة تقوم غالبًا بتضخيم الغازات الدفيئة التي تم منعها، وتبرر المزيد من الانبعاثات من قبل الملوّثين. وقال أحد أعضاء الطاقم الغاضب في مبادرة الأهداف العلمية إن الضغط المستمر على المنظمة لتأييد تعويضات الكربون كان يهدف إلى “خلق إشارة من جانب الطلب مهما كلف الأمر، حتى يتم تدمير سمعة مبادرة الأهداف المبنية على العلم وربما آخر فرصة للوصول إلى 1.5 درجة مئوية”. واتفقت الدول كجزء من اتفاق باريس عام 2015 على تقييد الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، أو دون 2 درجة مئوية.
تشمل الشركات مثل آبل ونستله وإنجي بين آلاف شركات تكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية وشركات الخدمات العامة التي حصلت على ختم مبادرة الأهداف التي تستند إلى العلم لخططها بشأن المناخ. كما تعمل المنظمة على تطوير معايير لفحص أهداف شركات النفط والغاز والمؤسسات المالية. وبدأت الضغوط من قبل الحكومة الأميركية على الأهداف المبنية علميًا للتلين من موقفها ضد الائتمانات الكربونية قبل قمة المناخ COP27 التابعة للأمم المتحدة في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، حيث تم إطلاق المخطط من قبل كيري، وفقاً للأشخاص الملمين بتفكير القيادة العليا لمبادرة الأهداف التي تستند إلى العلم.