محتوى الرسالة الأسبوعية من روولا خلف، رئيس تحرير صحيفة Financial Times، يتناول مشكلة ارتفاع أسعار التأمين على المنازل في عدة دول حول العالم، وعوامل الزيادة الحادة التي تقف وراء هذا التحول الكبير. وبينما كانت زيادة الرسوم القليلة في البداية تحدث فقط في السنوات الأخيرة، يعاني الآن العديد من أصحاب المنازل من زيادة غير مرغوب فيها في تكاليف التأمين عند فتح أحدث فواتيرهم.

هذه الزيادة التي ظهرت في دول مختلفة تعود إلى عدة أسباب، منها زيادة قيم المطالبات العامة نتيجة لارتفاع أسعار العقارات وندرة المواد البنائية ونقص العمالة الماهرة. كما ارتفعت تكاليف إعادة بناء وإصلاح المنازل بسبب ظاهرة التغير المناخي التي زادت من تكرار وشدة الطقس الجوي الشديد، الذي أدى إلى المزيد من المطالبات بتغطية أضرار تتراوح من تساقط القرميد العلوي إلى إعادة بناء أقسام كاملة من المنازل.

كما يعود الارتفاع في تكاليف التأمين أيضًا إلى إعادة تسعير مخاطر المناخ التي أدت إلى زيادة حادة في تكاليف إعادة التأمين لضامني الممتلكات. وبالرغم من استعادة شركات التأمين لخسائرها الأخيرة وانخفاض التضخم، يجدر بالشركات الحذر من الاحتفاظ بأسعارها على مستوى مرتفع لفترة أطول مما يجب. ويجب على الهيئات التنظيمية مراقبة أساليب السوق لتحديد التكاليف.

وفي النهاية، يجب على الشركات التأمينية تحسين فهمها وتنميذ المخاطر المناخية بشكل أفضل. ويجب عليها توفير معلومات أكثر شفافية حول أسباب ارتفاع التكاليف. كما يمكن للتشريعات التأكد من أن المنازل الجديدة تبنى وفقًا لمعايير أكثر مرونة، وفي مناطق أقل خطرا. وفي غياب إجراءات أكثر فعالية للتصدي لآثار تغير المناخ على الصعيد الوطني والعالمي، سيلتزم الحكومات بتحمل المزيد من المخاطر بأنفسها، أو سيضطر المواطنون إلى دفع تكاليف التأمين المرتفعة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version