خلال السنوات القليلة الماضية، شهد العالم زيادة ملحوظة في درجات الحرارة، بحيث تصدر شهر مارس الماضي سلسلة من عشرة أشهر سجلت فيها درجات حرارة قياسية جديدة. فقد كان مارس الماضي “الأكثر سخونة على الإطلاق” مقارنة بالشهور نفسها من الأعوام السابقة وكان متوسط درجات الحرارة العالمية في الفترة من أبريل 2023 إلى مارس 2024 أعلى بمقدار 1.58 درجة مئوية من المتوسط في فترة ما قبل الثورة الصناعية بين عامي 1850 و1900. وأشارت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ إلى أن كل شهر من الأشهر العشرة الماضية كان الأكثر سخونة في العالم على الإطلاق.

وفي هذا السياق، أعربت سامانثا بيرجيس، نائب رئيس خدمة كوبرنيكوس، عن قلقها الشديد إزاء هذا التطور الخطير، مشيرة إلى أن الاتجاه نحو تسجيل مستويات قياسية على المدى الطويل يثير قلق العلماء والمنظمات البيئية. عليه، يتطلب هذا الوضع تحرك سريع وفعال للحد من آثار تغير المناخ والتخفيف من حدته، وذلك من خلال تبني سياسات بيئية واستدامة تسهم في خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة وتعزيز الاستدامة البيئية في مختلف القطاعات الاقتصادية.

ويأتي هذا التقرير في سياق تصاعد الحديث حول آثار تغير المناخ على العالم وكيفية التعامل معها، حيث يعتبر تسجيل درجات حرارة قياسية على مستوى العالم خلال فترة طويلة من الزمن إشارة خطيرة على تدهور الظروف البيئية وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتعزيز الاستدامة البيئية. ويجب على الحكومات والمجتمع الدولي بأسره أن يعملوا سوياً على تبني سياسات رامية نحو تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة والحفاظ على موارد الأرض والماء من التدهور والانقراض.

من جهتها، تؤكد خدمة كوبرنيكوس أهمية التصدي لتحديات تغير المناخ والعمل على تخفيف آثاره، وهي تشير إلى ضرورة التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتقنيات للتصدي لهذا التحدي العالمي الذي يهدد البيئة وصحة الإنسان واستقرار الأنظمة البيئية. ولذلك، فإن الجهود المشتركة لمواجهة تحديات تغير المناخ تعتبر من أبرز الأولويات للمجتمع الدولي وتحتاج إلى تعاون شامل وجهود مشتركة للحد من تداعياته السلبية على البيئة والصحة العامة والاقتصاد.

وفي نهاية المطاف، يتبقى التحدي الكبير أمام المجتمع الدولي هو تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة ومواجهة تحديات تغير المناخ، وهو ما يتطلب جهودا مشتركة ومتواصلة من جميع الأطراف للعمل على وضع سياسات وبرامج فعالة للحد من الانبعاثات الضارة وتعزيز الاستدامة البيئية وتعزيز حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. وعلى الرغم من صعوبة التحديات التي تواجهنا، إلا أنه من الممكن تحقيق التغيير إذا كنا نتحد ونعمل بروح التعاون والشراكة لمواجهة هذه التحديات العالمية الهامة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.