بالنظر إلى العادات والتقاليد المتعلقة بعيد الفطر في عمّان، يظهر أهمية القهوة العربية ودورها البارز في شوارع المدينة. تعتبر القهوة العربية “السادة” رمزًا للكرم والجود، حيث يحرص الناس على شربها وتقديمها للضيوف والزوار خلال العيد. تعتبر القهوة جزءًا لا يتجزأ من التجهيزات التقليدية للاحتفال بالعيد، مع وجود فناجيل صينية تحمل القهوة للضيوف المهنئين.
ويوجد في وسط عمان مجموعة من المطاحن الشهيرة التي تجسد التقاليد القديمة في تحميص وإعداد القهوة العربية. من بعض هذه المطاحن مطحنة “الحمصي” في شارع الإمام رضا، ومطحنة “الشربجي” لصاحبها الحاج عبدالرزاق الشربجي، ومطحنة “حسين المدني” في عمارة قردن بشارع فيصل. هذه المطاحن تعود إلى فترة مبكرة من القرن الماضي ولا تزال تعمل حتى الآن.
تعكس هذه المطاحن التقاليد السائدة في صناعة القهوة، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه المطاحن قد منحت أسماء تشرف على شوارع عمان، مما يبرز أهميتها وتأثيرها الكبير على حياة السكان المحليين. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تقديم القهوة للضيوف والزوار عُرفاً اجتماعياً مهماً يبرز حسن ضيافة السكان المحليين وترسيخ التقاليد العربية في الاحتفال بالعيد.
وفي هذا السياق، يتم توزيع القهوة العربية على نطاق واسع في شوارع عمان خلال فترة عيد الفطر، حيث يتنافس المحليون على اقتناء كميات من القهوة وتقديمها للضيوف والمهنئين. ويعكس هذا الشغف الكبير بالقهوة الدور الكبير الذي تلعبه في حياة الناس وفي الاحتفالات الاجتماعية والعائلية. تعتبر القهوة حلقة وصل بين الناس وطريقة لتعزيز التواصل وتقديم التهاني خلال مواسم الاحتفال والفرح.
وبهذه الطريقة، تستمر عادات وتقاليد احتفالات عيد الفطر في عمان في الاحتفاء بدور القهوة العربية اللذيذة ودورها الحيوي في تعزيز التواصل والتآخي بين الناس. تظهر روح الكرم والضيافة العربية على أكمل وجه خلال فترة الاحتفالات، وتظهر أهمية القهوة كعنصر أساسي في هذا السياق. من المؤكد أن القهوة العربية ستظل رمزًا مهمًا للتراث والثقافة العربية في الأعياد والاحتفالات المختلفة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.