تركّز الولايات المتحدة “بشكل كبير على ضمان” عدم قدرة روسيا على تطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسالة الجديدة، حسبما قال أحد كبار دبلوماسيي البلاد. وتعليقات Geoffrey Pyatt، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للموارد الطاقية، لقمة السلع في FT تتعلق بمشروع Arctic LNG 2 الروسي، الذي يقوده شركة خاصة تدعى Novatek. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات مباشرة على المشروع الرئيسي في نوفمبر، مما حجب بالفعل مساهميه من الحصول على الغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك، تعمل Novatek أيضا على تطوير مشروع كبير آخر في منطقة مورمانسك.
قال Pyatt “هدفنا هو ضمان أن مشروع Arctic LNG 2 في مأزق”، مضيفاً أنه في حين لا يمكنه معاينة إجراءات العقوبات المستقبلية، “نحن مركزون بشكل كبير على ضمان عدم قدرة روسيا على تطوير مشاريع [الغاز] الجديدة لتحويل الغاز الذي أرسله سابقاً إلى أوروبا”. بما أن الغاز الروسي له جاذبية خاصة لأوروبا، يسعى الولايات المتحدة إلى تقليص هذا التأثير وتعزيز استخدام الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.
من جانبها، تسعى روسيا لتطوير مشاريع LNG جديدة لزيادة إمداداتها الطاقية وتنويع مصادر دخلها. وهذا يعني تحدياً كبيراً بالنسبة للولايات المتحدة التي تريد الحفاظ على تأثيرها على سوق الطاقة العالمية. وتظهر هذه الصراعات التنافسية القائمة بين الدول الكبرى على السيطرة على موارد الطاقة واستخدامها كسلاح اقتصادي وسياسي.
تأتي هذه الجهود في إطار حرب اقتصادية تشتعل بين الدول الكبرى، حيث تسعى كل دولة إلى تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية، عبر استخدام موارد الطاقة كأحد الأدوات الرئيسية. وتثور الصراعات الجغرافية الجديدة حول الغاز الطبيعي والنفط في مناطق محددة، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات والمواجهات بين الدول.
تعكس هذه الخطوات العدائية في مجال الطاقة التوترات الجيوسياسية الحالية، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه الاقتصادية والسياسية، مهدداً استقرار المنطقة والعلاقات الدولية بشكل عام. وبالنظر إلى ندرة موارد الطاقة واستمرار الاعتماد عليها كمورد رئيسي للطاقة، يظهر أن هذه الصراعات قد تشتعل بشكل أكبر مع تنافس زيادة الإمدادات والتوسع في صادرات الطاقة.
وفي نهاية المطاف، ينبغي على الدول الكبرى العمل معاً من أجل التوصل إلى استقرار في سوق الطاقة العالمية وتجنب اندلاع حروب اقتصادية تؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي عالمياً. ويجب أن تتماسك العلاقات الدولية وتعزز التعاون بين الدول للتصدي للتحديات العالمية المشتركة، بما في ذلك توفير الطاقة بشكل مستدام وفعال وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب في جميع أنحاء العالم.