مسجد الخانقاه الصلاحية في القدس يعتبر من أقدم المساجد في المدينة بعد المسجدين الأقصى وعمر بن الخطاب. تم بناء المسجد داخل الأسوار القديمة لمدينة القدس في حارة النصارى بالقرب من كنيسة القيامة بعد فتح المدينة. يتكون الخانقاه من مجمع معماري يضم مسجدًا وغرفًا للسكن ومرافق عامة. قال إمام المسجد الشيخ أحمد الشلودي إن صلاح الدين وقف في المكان بعد تحرير القدس من الصليبيين في عام 1187. يتواجد في المسجد غرفة يُقال إن صلاح الدين كان يستخدمها للعبادة، وتحتضن المنطقة محلات تجارية يعود ريعها لخدمة المسجد. بنى شيخ الخانقاه برهان الدين بن غانم مئذنة للمسجد في عام 840 هـ / 1436م.
كان للخانقاه دور هام في الحركة الفكرية بالقدس، حيث كان مركزًا لتعليم وقراءة القرآن الكريم والحديث الشريف. تعتبر الخلوة مكانًا مقدسًا يستقطب الكثير من الزوار والمصلين من جميع أنحاء العالم لأداء الصلوات والعبادة. يُظهر المسجد عمق التاريخ الإسلامي في القدس وأهمية العنصر الديني في الثقافة والحياة اليومية للسكان المحليين والزائرين. يستمر المسجد في خدمة المجتمع المحلي ويحتفظ بواجهته المعمارية التقليدية الجذابة التي تسحر الزوار.
يُعد مسجد الخانقاه الصلاحية مكانًا مهمًا للعبادة والتعليم والبناء الروحي في القدس، ويُعتبر هامًا في تعزيز الهوية الإسلامية والثقافية للمدينة. يعكس المسجد قيم السلام والتسامح والوحدة التي تجمع بين الديانات المختلفة في المدينة المقدسة. تاريخ المسجد العريق يجذب السياح والباحثين والمؤمنين للاستمتاع بروح الصلاة والطقوس الدينية في هذا المكان العظيم. تستمر وزارة الأوقاف في العمل على الحفاظ على هذا التراث الديني الثمين ودعم دور المسجد في تعزيز القيم الإسلامية في المجتمع. يظل مسجد الخانقاه الصلاحية مكانًا مقدسًا محترمًا تحت حماية القوانين والتقاليد الدينية.
بالإضافة إلى دوره كموقع للعبادة والتأمل، يلعب مسجد الخانقاه الصلاحية دورًا حيويًا في تواصل الثقافات وتعزيز الحوار الديني بين الأديان المختلفة. يعتبر المسجد مكانًا للتلاقي والتبادل الثقافي بين الأتباع المسلمين وغير المسلمين في جو من الاحترام والتعاون. تواصل عناصر الهندسة المعمارية الإسلامية الجميلة والزخارف التقليدية جذب الزوار والباحثين في جميع أنحاء العالم، مما يساهم في ترويج التفاهم والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة. تظل قضية القدس وحرمتها محورًا للصراع الديني والسياسي، ولكن مساجد مثل الخانقاه الصلاحية تعكس روح السلام والوحدة التي يمكن أن تجمع الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الثقافية.