يختار Roula Khalaf، رئيس تحرير الـ FT، قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. يتناول ورقة عمل جديدة دراسة حالة جامايكا، التي حققت تخفيضاً كبيراً في نسبة ديون الحكومة إلى الناتج المحلي الإجمالي من 144 في المئة إلى 2023. وتساءلت حول الدروس التي يمكن استخلاصها من هذا المثال الغير عادي، على الرغم من أن الدول الكبيرة قد لا تأخذ هذه الدروس بعين الاعتبار، إلا أن هناك دروس يمكن استخلاصها من تجربة جامايكا، حيث قامت بتحقيق فائض مالي مستمر.
ومن المهم التأكيد على مدى التحدي الذي تمثله هذه العملية، حيث نجحت جامايكا في تحقيق فائض مالي يزيد عن 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لسبع سنوات متتالية، مقارنةً بفائض يتراوح حول 4 في المئة في اليونان. يرجح الباحثون أن الدعم السياسي ووجود قوانين مالية شفافة كانا من أسباب نجاح جامايكا في هذا المجال. ويجد الباحثون أن طبيعة الحكومة المشتتة تجعل من الصعب تحقيق فوائض مالية، حيث إن وجود حكومة مقسمة يزيد من احتمالية خلاف السياسيين حول كيفية توزيع أعباء القصات في الإنفاق أو زيادة الضرائب.
ويعتبر الاقتصاديون أن تقاسم العبء بين الدائنين وموظفي القطاع العام كان من الأسباب الرئيسية لنجاح جامايكا في الحد من الدين الحكومي، كما أن وضوح القوانين المالية وجودة تنفيذها كانت العنصر الرئيسي في تحقيق هذا النجاح. وعلى الرغم من صعوبة نقل هذه الدروس إلى دول أخرى، إلا أن النموذج الجامايكي يبدو واعداً وقابلاً للمتابعة. وقد استردت جامايكا حركية سوقيتها المالية بعد تحقيقها للنجاحات في مجال الدين الحكومي. ولا تزال هناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد ما إذا كان من الأنسب لنمو الاقتصاد الذي أصبح أقل متقلباً أن تتم الاستثمارات في البنية التحتية والتعليم والصحة.