تتميز ليلة القدر في مدينة صيدا اللبنانية بطقوسها الروحية الخاصة التي تجعلها مميزة عن بقية ليالي شهر رمضان المبارك، حيث تشهد المدينة مسيرة سنوية تعتبر تقليدا يعود جذوره لعشرات السنين. تجمع المسيرة بين المراجع الروحية والقوى السياسية والفاعليات المحلية والشباب، ويشارك فيها فرق كشافة من العديد من الجمعيات مثل كشافة الفاروق ولبنان المستقبل وجمعية الكشافة الفلسطينية.

يتم خلال المسيرة رفع الرايات الكشفية واللافتات التي تحمل آيات قرآنية تسلط الضوء على أهمية ليلة القدر، بالإضافة إلى عروض ومشاهد تعبيرية تعكس جو هذه الليلة وروح شهر رمضان. وفي السنوات الأخيرة، تحولت المسيرة إلى نشاط تضامني مع أهالي قطاع غزة، خاصة بعد الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع، مما جعلها تحمل أعلام فلسطين ورسائل تضامن مع الفلسطينيين.

تعد مسيرة ليلة القدر في صيدا تقليدا دينيا يستمر منذ عقود وتعتبر جزءًا من تراث المدينة، حيث يترقبها السكان بفارغ الصبر لأنها تعتبر فعالية سنوية توحد المجتمع وتعكس قيمه وتقاليده. تشارك في المسيرة جميع الجمعيات الكشفية الموجودة في المدينة والمناطق المجاورة لها، وتحظى بتأييد واسع من الشباب والكبار في المدينة.

تحمل المسيرة معانٍ ودلالات ثقافية ودينية كبيرة، حيث يشدد القادة الكشفيين والروحيين على أهمية تواصل هذا التقليد واحترامه من قبل الجميع. يعبر المشاركون في المسيرة عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومعتقدهم بأن النصر سيكون حليف الظالمين وستنتهي معاناتهم، ويعيشون حياة آمنة ومستقرة.

تعمل جميع الجمعيات الكشفية والاجتماعية والإسعافية في صيدا على إحياء هذه الفعالية الروحية المميزة، وتؤكد على أهمية نشر الفرح والتضامن رغم الظروف الصعبة التي يمر بها جنوب لبنان وفلسطين. ينظر المشاركون في المسيرة إلى تقليدها كجزء لا يتجزأ من تراث المدينة ومن شهر رمضان، معبّرين عن أملهم في أن يكون عيد الفطر فرحة مزدوجة مع قدوم النصر للفلسطينيين.

تعكس مسيرة ليلة القدر في صيدا قيمًا إيجابية تتسم بالتضامن والدعم لأهالي غزة وفلسطين عمومًا، وتعتبر فرصة لتوحيد المجتمع وتعزيز الروح الإنسانية والدينية في شهر رمضان المبارك. تشكل المشاركة الواسعة في هذه المسيرة جزءًا من الثقافة السائدة في المدينة وتعبر عن وحدة الشعب اللبناني وتضامنه مع شعوب المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.