يستعرض فهمي جدعان في كتابه “معنى الأشياء.. رسالة في الجوهري من وجودنا المباشر” لما انشغل به على مدى نصف قرن من الزمن، من خلال التفكير في قضايا الفكر العربي الإسلامي القديمة والمعاصرة. يؤكد جدعان ما وصل إليه من مقولات حول التراث، ويتناول محطات بارزة في التاريخ العربي الإسلامي ودوله، مصححاً بعض المفاهيم وموضحاً وجهة نظره فيها.
في تعريفه بمنهجيته، يبين جدعان أن رسالته تأتي كمقالة تنطق بتفكيره حول أهم الأشياء في وجودنا المباشر، وتأخذ عباراته من أفكار ونصوص معينة تنسب إليه بدقة ونسبة. كما يرى الفرق بين الداعية الديني والمثقف الدنيوي، ويحدد دور كل منهما في المجتمع.
يشير جدعان أيضاً إلى فارق بين المثقف والمفكر، حيث يرى أن دور المثقف يتمثل في تحويل الأفكار إلى وقائع ملموسة، بينما المفكر يعبر عن حقائق الوجود بمختلف جوانبه. يتناول كذلك قضية الدين في العالم الإسلامي وتغيراته عبر العصور، وكيف يتعامل الإسلام مع التحديات الحديثة.
في الحديث عن التراث العربي، يرى جدعان أنه عانى من التغييرات والتدخلات الخارجية، ويرى ضرورة المحافظة على هذا التراث وفهمه بشكل صحيح، بدلاً من القطيعة معه كما يروج لها بعض الكتاب والمثقفين. كما يتحدث عن التاريخ العربي ودور الدول الإسلامية القديمة في تشكيله.
يعرض جدعان ردوده حول مسألة النهضة وإمكانيتها، مشيراً إلى جهود رموز النهضة ونجاحاتهم وإخفاقاتهم. كما يتحدث عن العلاقة مع الغرب وحداثته، ويعبر عن رأيه في أن الحداثة العربية يجب أن تكون خاصة بهم وتعبر عن هويتهم الثقافية والتاريخية. فهمي جدعان يستند إلى دراسته العميقة وتجربته الواسعة في مجال الفلسفة والإسلام ليقدم رؤية شاملة ومعمقة للقضايا التي يناقشها في كتابه.