في زمنٍ تُقاس فيه معايير الجمال غالباً بمدى قرب الجسم من نموذجٍ مثالي فرضته الإعلانات والمجلات والشاشات، يطل علينا يوم «اللاحِمْيَة» العالمي في السادس من مايو، ليكسر هذا القيد، ويعلن بوضوح أن الجمال لا يُختزل في رقمٍ على ميزان، وأن الصحة لا تأتي دوماً عبر تجويع النفس أو إخضاعها لقيودٍ قاسية.

بدئ الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة 1992م، كمبادرة إنسانية تهدف إلى تعزيز قبول الذات وتنوع أشكال وأحجام الأجساد، في وجه ثقافة تروّج لصورة واحدة فقط يُفترض أن نتبعها جميعاً. وقد اختيرت الشريطة الزرقاء شعاراً لهذا اليوم، في مقابل الشريطة الحمراء المعروفة لليوم العالمي لمرض الإيدز، لتكون رمزاً لاحترام التنوع الجسدي، ورفض الهوس الجمعي بالنحافة.

ويُسلّط يوم «اللاحِمْيَة» الضوء على مجموعة من الرسائل الحيوية؛ أبرزها التحذير من مخاطر التشدد في اتباع الحميات الغذائية، التي قد تقود إلى اضطرابات نفسية وعضوية، بل وتدفع بالبعض إلى عمليات تجميل خطرة فقط من أجل فقدان الوزن. كما يدعو هذا اليوم إلى مساءلة الصورة النمطية لما يُسمى «الجسم المثالي»، والتأكيد على أن كل جسم له قيمته وجماله.

ومن الرسائل الأهم أيضاً، الدفاع عن حقوق أصحاب الأوزان الكبيرة ومناهضة التمييز الاجتماعي ضدهم، إلى جانب فضح النزعة التجارية المتخفية خلف شركات الحمية؛ التي غالباً ما تبني أرباحها على تسويق وهم «الوزن المثالي»، باستخدام وسائل قد لا تخلو من الغش والتضليل.

إن يوم «اللاحِمْيَة» ليس دعوة للفوضى الغذائية، بل وقفة تأمل في معنى الصحة، واحترام للجسد كما هو، ومناسبة لتكريم كل من فقدوا أرواحهم أو تضرروا بسبب اضطرابات الأكل أو ضغط الصورة النمطية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.