28/4/2025–|آخر تحديث: 28/4/202511:31 ص (توقيت مكة)
تم توقيف الرجل الذي طعن شابا آخر عشرات المرات أثناء صلاته حوالي الساعة 8:30 صباح يوم الجمعة الماضي في مسجد خديجة في بلدة لا غراند كومب الصغيرة بفرنسا، فمن هذا الرجل ومن ضحيته؟
تقول الأنباء إن أوليفييه إتش سلم نفسه في مركز للشرطة الإيطالية يقع شمال غرب مدينة فلورنسا، وبحسب ما رشح من التحقيقات فإن بعض أقاربه هم من هربوه في البداية بسيارة.
أوليفييه هو مواطن فرنسي من عائلة مكونة من 11 طفلا، أصله من البوسنة وهو مسيحي. ويبلغ من العمر حوالي 20 عاما، ويتلقى دخل التضامن النشط “آر إس إيه”(RSA) الذي تمنحه فرنسا لمن يعانون من الفقر الشديد أو من يتقاضون رواتب متدنية تجعلهم غير قادرين على تأمين حاجياتهم الضرورية.
كما أن هذا الشاب يقضي جزءا كبيرا من وقته في لعب ألعاب الفيديو، وفق مصدر قريب من التحقيق تحدثت إليه صحيفة لوباريزيان الفرنسية التي أوردت التقرير الحالي، كما تعيش عائلة أوليفييه في سكن اجتماعي في لا غراند كومب.
والمشتبه به، من مواليد ليون عام 2004، ليس له سجل إجرامي، ويقول المدعي العام في أليس عبد الكريم جريني لصحيفة “لوباريزيان” إن الرجل، الذي لم يكن معروفا لدى الشرطة المحلية، “من الواضح” أنه لم يكن على معرفة مسبقة بالضحية.
وأوضح المدعي العام في أليس أن الشاب كان يأتي بانتظام إلى منطقة غارد حيث يعيش جزء من عائلته، وأنه قد تم القبض على شقيقه الأصغر يوم السبت في محاولة للحصول على معلومات من العائلة، قبل أن يتم إطلاق سراحه دون توجيه اتهامات إليه، وقال لنا مصدر قريب من التحقيق إن والد أوليفييه معروف لدى الشرطة بجرائم سرقة بسيطة.
وأوضح مصدر مقرب من القضية أن المشتبه به قام، الجمعة، بتصوير ضحيته وهو يحتضر بهاتفه المحمول، مكررا مرتين: “أنا الذي فعلتها..”، مع عبارات تقدح في الذات الإلهية، وأكد المدعي العام في أليس هذه المعلومات.
ومع ذلك، فيما يتعلق بالهاتف المحمول، أوضح وزير الداخلية برونو ريتايو، بعد اجتماع مع السلطات المحلية، أن المحققين “لا يستبعدون أي خيوط”. وأوضح أن “احتمال وقوع عمل معاد للمسلمين لم يتم استبعاده، بل على العكس تماما”.
أما الشاب الذي قتل يوم الجمعة، فإن اسمه أبو بكر سيسي، وهو من أصل مالي، ويبلغ من العمر (22 عاما)، واعتاد التطوع كل أسبوع لتنظيف المسجد قبل صلاة الجمعة، وكان بمفرده وقت الحادث عندما التقى أوليفييه إتش.
وفي لقطات كاميرات المراقبة، يمكن رؤية الرجلين وهما يتحدثان ثم يتجهان نحو غرفة الصلاة، “يبدأ الضحية بالصلاة، ويبدو أن الآخر يقلده، ثم فجأة يسحب سكينا ويطعنه”، وهذا ما أوضحه المدعي العام، مستغربا “البرودة الشديدة” و”ضبط النفس الكبير” الذي ميز سلوك الجاني.
وفي مقابلة له مع لوباريزيان، طالب ابن عم الضحية واسمه إبراهيم سيسي أن يتولى قطب مكافحة الإرهاب التحقيق في القضية.
ويقول إبراهيم إن ابن عمه نشأ في مالي ويقيم في جنوب فرنسا منذ بضع سنوات، كما يعيش جزء كبير من عائلته في إيل دو فرانس، ويعيش أحد إخوته الآخرين في منطقة بريتاني.
وأضاف أن أبو بكر كان قد حصل على شهادة مهنية في النجارة، وكان يبحث عن عمل، وفي الوقت نفسه كان يساعد بشكل تطوعي في المسجد، حيث كان يقضي الكثير من وقته.
ولفت إلى أن الرسائل التي يتلقاها من قريتهم تؤكد أن الجميع هناك في حالة صدمة وذهول منذ أن انتشر الخبر بينهم، قائلا: “إن لم يكن ما يصنف ما حصل بأنه إسلاموفوبيا، فما هي إذا؟”