شهدت الجالية المسلمة بأستراليا قبيل الانتخابات الفدرالية المقررة في 3 مايو/أيار 2025، موجة جديدة من النشاط السياسي غير المسبوق، تغذّيها مشاعر الغضب من القصف الإسرائيلي على غزة، بجانب قضايا داخلية أخرى تخص المجتمع المسلم، وفق تقرير نشرته صحيفة غارديان.

وقال التقرير -بقلم ديزي دوماس مراسلة الصحيفة بأستراليا- إن مجموعات مثل “صوت المسلمين” و”أصوات المسلمين مهمة” بدأت في تنشيط شريحة الناخبين المسلمين الذين يصل عددهم إلى نحو 650 ألف ناخب محتمل، حسب التقرير.

وركزت المجموعات نشاطها في دوائر انتخابية تضم نسبة عالية من المسلمين، مثل واتسون وبلاكسلاند وكالوِل، حيث يخوض مرشحون مستقلون مسلمون مثل زياد بسيوني وأحمد عوف وساميم مصلح السباق بدعم من هذه المبادرات.

ومن أهداف المجموعات توفير بديل سياسي لوزير الشؤون الداخلية توني بيرك، بصفته رمزا للولاء التقليدي لحزب العمال بين الناخبين المسلمين في منطقة واتسون، بسبب تهميش الحزب لمطالب المجتمع المسلم، حسب التقرير.

أحد أهداف الحملة وفق التقرير توفير بديل لوزير الشؤون الداخلية توني بيرك (رويترز)

مجموعات انتخابية

وأخبر غيث كرايم المتحدث باسم مجموعة “أصوات المسلمين مهمة” غارديان أن الحرب على غزة كانت الشرارة التي أطلقت الحماس في المجتمع المسلم، ولكن الإحساس بالتهميش السياسي موجود منذ سنوات.

ولفت كرايم إلى أن المجموعة تعمل على حشد الدعم خارج الدوائر المسلمة كذلك، مضيفا أنهم دأبوا على تحليل “بيانات صناديق الاقتراع منذ دورتين انتخابيتين، والهدف ليس فقط التصويت الآن بل بناء قاعدة ضغط سياسي مستدامة”.

وذكر التقرير أن نشاطات المجموعة واجهت انتقادات مفادها أن بعض المرشحين المستقلين “يساعدون الليبراليين” ولا يمثلون عموم المسلمين، غير أن كرايم أكد أن المجموعة لا تدعم حزبا معينا.

كما أشار التقرير إلى تعليق رئيس شبكة “الدفاع عن فلسطين في أستراليا” ناصر مشني بأن “فلسطين لم تحظَ يوما بدعم شعبي بهذا الحجم”، مؤكدا أن المجتمع الأسترالي بشكل عام تعاطف مع القضية.

صور للمرشح لمجلس النواب الأسترالي زياد بسيوني Ziad Basyouny
المرشح المستقل زياد بسيوني (مواقع التواصل الاجتماعي)

تصاعد الإسلاموفوبيا

وأكد التقرير أن القضايا التي تشغل الجالية المسلمة لا تقتصر على فلسطين، بل تمتد إلى الإسكان والصحة وتكاليف المعيشة، إلى جانب تصاعد الإسلاموفوبيا، وهو ما تراه نورا عمث، المديرة التنفيذية لمنظمة “رصد الإسلاموفوبيا”، تهديدا خطيرا لا يجد تجاوبا سياسيا كافيا.

وأشارت عمث إلى أن متوسط عمر المسلمين في أستراليا هو 28 سنة، مما يمنحهم قوة شبابية قد تغير المعادلة السياسية في المستقبل، وعلى السياسيين أخذهم بجدية.

وفي هذا الصدد أكدت سارة، الباحثة في العلوم الطبية بولاية فيكتوريا، أنها باتت تعي “كيف ستتعامل الحكومة مع التحديات التي تواجه مجتمعنا المسلم، ولأول مرة  يشعرني هذا بالمسؤولية”.

ويرى المرشحان زياد بسيوني وأحمد عوف أن الأثر الحقيقي لهذه المبادرات سيكون علي المدى الطويل، وأن هذه المشاركة ليست نهاية الطريق بل بدايته، ومن شأنها بث موجة وعي سياسي في الجالية المسلمة، حسب التقرير.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.