تكشف شركة Eskom المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا عن خسائر سنوية تبلغ حوالي 15 مليار راند ($820 مليون)، ولكن أعلن المدير التنفيذي للشركة أن نهاية فترة انقطاع التيار الكهربائي تعني أنها قد تحقق ربحاً في العام القادم لأول مرة منذ عام 2016. وبحسب الصحفيين الذين التقوا مدير الشركة، فإن رئيس الشركة، دان ماروكاني، يسعى حاليًا لإصلاح سمعة إسكوم أمام المستثمرين العالميين.

ظهرت الانقطاعات الكهربائية، المعروفة باسم “التحميل الزائد”، في عام 2008 وأصبحت أكثر تكرارًا في السنوات الأخيرة، مما جعل أقوى اقتصاد في أفريقيا يعيش عقدًا مظلمًا من النمو الاقتصادي الذي لا يتجاوز 1 بالمئة. وأدى غضب الجمهور من تلك الانقطاعات إلى خسارة الحزب الوطني الأفريقي، الذي كان يحكم البلاد منذ نهاية الفصل العنصري، الغالبية في الانتخابات التي جرت في مايو الماضي لأول مرة منذ نهاية العصر الفصلي.

يعود سبب حدوث الخسائر السنوية لأسباب كثيرة منها الأموال التي تم صرفها في شراء الديزل، الذي يحرق في التوربينات الغازية للمحافظة على التيار الكهربائي. ومع ذلك، فإن هذه الخسائر قد انخفضت بشكل كبير عن العام السابق مما يفرض عبئًا ثقيلًا على دافعي الضرائب. ومن المتوقع أن تواصل الشركة جهودها من أجل تحقيق الربح بناءً على تقديرات مديرها التنفيذي.

بعد 100 يوم بدون انقطاعات كهربائية، تعتبر هذه الفترة الأطول منذ ثلاث سنوات بدون انقطاعات، ويأتي هذا بعد شكوك واسعة النطاق من أن “إسكوم” كانت تنفق مليارات الراندات لحرق الديزل من أجل الحفاظ على استقرار الكهرباء قبل الانتخابات. وأكد رئيس إسكوم، متيتو نياتي، أن هذا ليس سوى ”نظرية مؤامرة“ وأن الشركة قد تم إصلاحها من خلال التركيز على الصيانة السليمة في أسوأ ست محطات طاقة من أسطولها البالغ 14 محطة.

يؤكد ماروكاني أن قطاع الطاقة في جنوب أفريقيا سيكون مستقرًا خلال الفترة القادمة مع تحسن مؤشر توفر الطاقة لدى “إسكوم” بالإضافة إلى تشكيل حكومة الوحدة الجديدة التي تشمل الحزب الوطني الأفريقي وحزب الديمقراطيين الذي ينادي بالسوقو الإقتصاد. وقد أُعين خوسينتشو راموكجوبا وزير الطاقة الجديد للإشراف على إسكوم، ما يعد خطوة داعمة لخطتهم في التعافي. وفي حال تم الاعتماد على شركاء أكثر تطرفاً مثل حزب إف إف إف لجوليوس ماليما أو حزب يو إمكونتو ويسيزوي المؤيد للرئيس السابق جاكوب زوما، كان يشدد على أنه يجب أن يتم إعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة.

التقدم الذي أحرزته “إسكوم” في التعافي له تأثير إيجابي على النشاط التجاري بجنوب أفريقيا ويغير سيناريو الاستثمار المرتبط بثبات الطاقة في البلاد. في السابق، حذرت الشركات الكبيرة التي تستثمر في جنوب أفريقيا من أن نقص الطاقة قد يجعلها تعيد التفكير في استثماراتها. على سبيل المثال، حذر توماس شاوفر، الرئيس التنفيذي لـ فولكس فاغن سيارات الركاب، من أن الانقطاعات ستجعل البلاد أقل تنافسية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.