تاريخ السينمات الصهيونية في هوليوود يتضح أنها تغيرت مع تطور الأحداث السياسية وتقلباتها خلال السنوات السبعين الماضية. بعد حرب يونيو/حزيران 1967، وفي ظل حركة المقاومة الفلسطينية ونجاحها الكبير على الساحة الدولية، تطورت صورة العرب في السينما الغربية، حيث بدأت الأفلام الصهيونية تتخيل العرب كشعوب بدائية تقف ضد الحضارة الأوروبية وإسرائيل، التي تمثل الغرب الحضاري.

في هذا السياق، بدأت الأفلام الصهيونية تتبنى فكرة تشويه الصورة الفلسطينية والترويج لفكرة الإرهاب الفلسطيني كوسيلة للتأثير على المشاهدين في الغرب. بدأت الأفلام تصوّر الفلسطينيين على أنهم إرهابيين يسعون لتدمير إسرائيل بالإرهاب، بعد أن فشلت الدول العربية في ذلك بالحرب النظامية.

وقد شهدت السينما الصهيونية في هوليوود محاولات لتجميل صورة إسرائيل ولكن تباينت الردود حيث برزت أفلام عن حرب عنتيبي والمنظمات الفلسطينية، التي تسعى لتصوير العرب بشكل سلبي وكقوة إرهابية تهدد السلام في المنطقة. بدأت صورة إسرائيل تركز على قوتها وعلى دورها في تحقيق السلام.

علاوة على ذلك، تتناول بعض الأفلام الصهيونية تجسيد شخصيات عربية “معتدلة” ترغب في تحقيق السلام مع إسرائيل، في محاولة لتقديم صورة مختلفة عما كانت عليه في السابق. ومع تقدم الأفلام، تبدأ الصورة الصهيونية في هوليوود في التطور وفي تقديم صورة أكثر تعقيدا للصراع بين الطرفين، مما يعكس التغيرات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

تناول فيلم “الأحد الأسود” قصة معقدة تجمع بين المقاومة الفلسطينية والموساد الإسرائيلي على الأراضي الأمريكية، مما جعله يلعب على مشاعر الأمريكيين وتوجههم السياسي والاجتماعي. يظهر الفيلم شخصيات تعبر عن قضايا تاريخية وسياسية معقدة، مما يجذب المشاهدين ويجعلهم يفكرون بعمق في الصراع العربي الإسرائيلي.

بشكل عام، يمكن رؤية تطور وتغير في صورة العرب وإسرائيل في السينما الصهيونية في هوليوود على مر السنوات، حيث بدأت الأفلام تتعامل مع الصراع بشكل أكثر تعقيدا وتنوعا، وتتناول قضايا تاريخية وسياسية بشكل أكثر عمقا واهتماما. تغيرت الصورة النمطية للعرب وإسرائيل، لتعكس التطورات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.