كشف تقرير صادم أصدرته منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك «يونيسيف» وصندوق الأمم المتحدة للسكان والإحصاءات عن أزمة صحية عالمية تتعلق بوفيات النساء جراء مضاعفات الحمل والولادة خلال 2023، فوفقاً للتقرير، توفيت امرأة كل دقيقتين تقريباً بسبب هذه المضاعفات، ما يعادل نحو 260 ألف حالة وفاة على مستوى العالم خلال العام.

وسلط التقرير الذي صدر اليوم (الإثنين) تحت عنوان (اتجاهات وفيات الأمهات) بمناسبة يوم الصحة العالمي، الضوء على تراجع التقدم في تحسين صحة الأمهات، إذ أصبحت الوفيات المرتبطة بالحمل تشكل تهديداً مستمراً على الرغم من وجود حلول طبية معروفة لمنع معظم هذه الحالات.

وأشار التقرير إلى أن نسبة الوفيات انخفضت بنحو 40% بين 2000 و2023، إذ تراجع معدل وفيات الأمهات من 328 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية إلى 197 حالة، ورغم هذا الانخفاض، تباطأ التقدم بشكل ملحوظ منذ 2016، ما يعني أن العالم لا يزال بعيداً عن تحقيق هدف التنمية المستدامة الرامي إلى خفض معدل وفيات الأمهات إلى أقل من 70 حالة لكل 100 ألف ولادة حية بحلول 2030، وللوصول إلى هذا الهدف، يتطلب الأمر تسريع وتيرة الانخفاض السنوي إلى نحو 15%، وهو معدل نادراً ما تحقق على المستوى الوطني.

وأوضح التقرير أن الغالبية العظمى من هذه الوفيات، بنسبة 94%، تتركز في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، إذ شكلت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نحو 70% (182 ألف حالة) من الإجمالي العالمي، تليها جنوب آسيا بنسبة 17% (43 ألف حالة).

أخبار ذات صلة

 

وكشف التقرير أن الأسباب الرئيسية لزيادة هذه الوفيات تشمل النزيف الحاد بعد الولادة، والعدوى، وارتفاع ضغط الدم (مثل تسمم الحمل)، إضافة إلى مضاعفات الإجهاض غير الآمن والحالات الصحية المزمنة التي تتفاقم أثناء الحمل مثل الملاريا وفايروس نقص المناعة البشرية. ومع ذلك، أكدت المنظمة أن معظم هذه الوفيات يمكن منعها من خلال توفير الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب.

وأشار التقرير أيضاً إلى تأثير الأزمات الإنسانية وانخفاض التمويل الصحي على تفاقم الوضع، فقد أدت التخفيضات غير المسبوقة في المساعدات الدولية إلى إغلاق مرافق صحية، ونقص في الأدوية الأساسية مثل علاجات النزيف وتسمم الحمل، فضلاً عن فقدان العاملين في مجال الرعاية الصحية، وفي سياق جائحة «كوفيد-19»، سجل 2021 زيادة بمقدار 40 ألف حالة وفاة إضافية مقارنة بـ2020، نتيجة الاضطرابات في خدمات الرعاية الصحية والمضاعفات المباشرة للفايروس.

ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل زيادة الاستثمارات في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز حقوق المرأة الإنجابية، وتوفير خدمات القبالة والتوليد الطارئة، وحذر مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن «الحمل لا يزال تجربة خطيرة لملايين النساء بسبب نقص الرعاية الجيدة»، مشدداً على أن «الوصول إلى خدمات الرعاية الأمومية الجيدة هو حق وليس امتيازاً».

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.