وفقاً لهذه النظرية؛ فإن إعادة عربة التسوق إلى مكانها بعد الانتهاء من التسوق يعد تصرفاً صحيحاً، في وقت لا يوجد قانون يجبر على إعادتها، ولا يُعاقب من يتركها في غير أماكنها.. لذلك؛ فإن هذا التصرف واحد من رموز السلوكيات السليمة التي تعكس وعياً عميقاً وإحساساً بالمسؤولية، كما علَّق أحد الكتَّاب: «نظرية عربة التسوق قد تبدو بسيطة لكنها تُبرز فكرة أساسية في السلوك الإنساني، وهي أن القيم الأخلاقية تتجلى في التصرفات الصغيرة التي لا تحتاج إلى قوانين لإلزامها».

الناس يقسمون في ذلك إلى ثلاثة، من يعيدها إلى مكانها، ومن يضعها جانباً كي لا تعيق الطريق، ومن يرميها دون اهتمام بالنتائج، وهنا أقول: «إن السلوكيات التي تصدر بدافع داخلي وقيمي هي ما يعكس حقيقتنا فعلاً، أما السلوكيات التي نمارسها بدافع خارجي فلا تعكس إلا التزامنا بالحقوق والواجبات بعيداً عن القيم».

ربما كبشر لا نملك أن نكون دائماً على صواب أو أن نتحكم بشكل كامل على سلوكياتنا في السر والعلن، ولن أعتبر تلك مشكلة؛ لكنني أجد المشكلة في كوننا لا نلتزم إلا بما تُلزمنا به القوانين والأنظمة بعيداً عن فطرتنا السليمة وميزان الحق الذي أودعه الله في قلوبنا لنستشعر دائما الخطأ من الصواب.

أخيراً..

سنظل نرتكب الأخطاء ما حيينا، وتلك سنة الله في كونه، لكننا خُلقنا لنتعبد الله في رحلة طويلة من التحسين تبدأ من أنفسنا وتمتد لمجتمع كامل، ورحلة التحسين هذه تتطلّب روحاً يقظةً وعقلاً واعياً، وقلباً يرى الله سراً وعلناً.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.