10/3/2025–|آخر تحديث: 10/3/202502:25 ص (توقيت مكة)
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
في المقابل، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار قولهم إن “هناك غضبا من سلوك واشنطن في المفاوضات”.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان “يسعى نتنياهو لتعطيل الاتفاق الذي شهد عليه العالم، محاولا فرض خارطة طريق جديدة تخدم مصالحه الشخصية على حساب حياة أسرى الاحتلال، ودون اكتراث لمطالب عائلاتهم”.
وأضاف الرشق أنه لا طريق سوى الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية، وأي محاولة للمماطلة هي إضاعة للوقت وتلاعب بمصير الأسرى.
من ناحية أخرى، قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو لوكالة رويترز إن اجتماعات أجريت في الدوحة بين قيادات من الحركة والمبعوث الأميركي الخاص آدم بولر في الأيام القليلة الماضية ركزت على إطلاق سراح أميركي إسرائيلي ما زال محتجزا في غزة.
وقال النونو “عدة لقاءت تمت بالفعل بالدوحة تركزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى المزدوجي الجنسية، وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة فيما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “أبلغنا الوفد الأميركي عدم ممانعتنا الإفراج عن الأسير في إطار هذه المحادثات، وضرورة إلزام الاحتلال بما وقّع عليه في الاتفاق والدخول المباشر للمرحلة الثانية من الاتفاق، وتطبيق كافة الاستحقاقات التي عليه، ولا سيما أن أميركا أحد الضامنين للاتفاق”.
اجتماع مفيد
في الأثناء، قال المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية إن “ملف غزة يشهد حراكا مكثفا قد يتمخض عن حل ممكن، وإنه وفي أعقاب لقائه مع حماس بات يعتقد أن تقدما سيحدث في مسألة المخطوفين”.
وأضاف “المحادثات مع حماس تجري بسبب قلق الإدارة الأميركية من أن وقف إطلاق النار هش، مؤكدا أن اجتماعنا مع حماس لا يعني أننا أصدقاء أو حلفاء، بل نناقش تقدم المفاوضات”.
وأكد بولر في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” أنه طمأن الإسرائيليين بشأن مخاوفهم من تلك المحادثات، موضحا أن واشنطن حافظت على إطلاع تل أبيب على مفاوضاتها المباشرة مع حماس.
وكان المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن قد أكد أن الاجتماع وتبادل وجهات النظر مع حماس كانا مفيدين للغاية، مشددا على أن من واجبه التفاوض مع الجميع بغض النظر عن كونهم أخيارا أو أشرارا، وفق تعبيره.
وقال بولر في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” إن الاجتماع مع حماس قد يتكرر، وإنه من الممكن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد يكون من بنودها خروجها من المشهد السياسي في قطاع غزة المحاصر.
غضب إسرائيلي
في المقابل، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار حديثهم عن شعور بالغضب إزاء سلوك واشنطن في إدارة المفاوضات بشأن وقف اتفاق إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيلي، ومن عجز نتنياهو عن معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشار المسؤولون إلى ما سموها محاولة لإجراء مفاوضات فوق رؤوس الإسرائيليين، وأنه ليس هناك مجال كبير للمناورة.
ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن المسؤولين قولهم إنه سيصعب على نتنياهو الرفض إذا توصل ترامب إلى اتفاق مع حماس، وإن الأميركيين يعرفون ذلك.
وقبل وصول وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القول إنه سيسعى إلى القضاء على قدرات حماس.
وفي سياق متصل، أغلق ناشطون وذوو الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة شارع بيغن المؤدي إلى وزارة الدفاع في تل أبيب، احتجاجا على تعامل الحكومة مع قضيتهم والمماطلة في حلها لاعتبارات سياسية.
وأظهرت مقاطع مصورة خياما نصبتها عائلات الأسرى خلال اعتصامها في محيط وزارة الدفاع، وأعلنت نيتها قضاء الليلة داخل الخيام في إطار الاحتجاج المستمر للضغط من أجل الإفراج عن المحتجزين.
ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رسميا -والتي استغرقت 42 يوما- دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
بالمقابل، ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء إلى البدء فورا في مفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.