حافظت دبي على مركزها الأول عالمياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، للعام الرابع على التوالي، وذلك وفق بيانات «فاينانشال تايمز- إف دي آي ماركتس»، حول أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر، فقد استقطبت الإمارة في عام 2024 نحو 52.3 مليار درهم (14.24 مليار دولار) من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، بما يمثّل زيادة بنسبة 33.2% على الرقم المسجل في عام 2023، البالغ 39.26 مليار درهم (10.69 مليارات دولار)، ليشكل أعلى قيمة مسجلة في الإمارة للاستثمار الأجنبي المباشر في عام واحد منذ 2020.

وبهذه المناسبة، أكّد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن دبي تواصل تحقيق المزيد من الإنجازات التي ترسخ من مكانة الإمارة عاصمةً عالميةً للأعمال، ووجهةً جاذبةً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، وهو ما يعكس إمكانات وقدرات الإمارة كحلقة وصل رائدة في الاقتصاد العالمي، وجاذبيتها للمستثمرين الدوليين، وذلك بفضل التوجيهات السديدة والرؤية الطموحة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأضاف سموّه أن هذا الإنجاز يعكس مدى الثقة التي تحظى بها دبي كوجهة مفضلة للمستثمرين والشركات العالمية، ويؤكد نجاح استراتيجية دبي الاقتصادية الطموحة التي تركز على الاستدامة والابتكار والتنافسية العالمية، وقال سموّه: «هذا النجاح هو ثمرة رؤية استراتيجية واستشرافية لمواكبة التحولات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية، تحقيقاً لأجندة دبي الاقتصادية D33 التي تستهدف مضاعفة حجم اقتصادها بحلول عام 2033، وترسيخ مكانتها ضمن أهم ثلاث مدن اقتصادية في العالم».

وأضاف سموّه: «هذه المكانة العالمية المرموقة التي حققتها دبي، كوجهة عالمية بارزة في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، ليست سوى محطة جديدة في مسيرة دبي نحو الريادة الاقتصادية العالمية».

وقال سموّه: «نحن مستمرون في ترسيخ ثقافة الابتكار، وتعزيز تنافسية الاقتصاد، وتهيئة بيئة أعمال استثنائية تُمكّن الشركات والمستثمرين من تحقيق النمو والازدهار، كما أننا ماضون بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانة دبي مدينة المستقبل، ومركزاً رئيساً للاقتصاد العالمي، وحاضنة لأفضل العقول والشركات الرائدة في العالم».

واستقبلت دبي 1117 مشروعاً من مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة، خلال عام 2024، لتسجل بذلك أفضل أداء في تاريخها، كما حققت الإمارة إنجازاً تاريخياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، مع الإعلان عن 1826 مشروعاً بزيادة بلغت 11% مقارنة بالرقم المسجل في عام 2023 والبالغ 1650 مشروعاً، وذلك وفقاً لبيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي، ويعكس هذا الإنجاز تسجيل أعلى أداء في تاريخ الإمارة من حيث إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المعلن عنها.

وتحولت دبي إلى مركز عالمي للاستثمار الأجنبي المباشر بفضل استراتيجيتها التي تواكب متطلبات المستقبل، ويدعم ذلك توافر البيئة الملائمة لممارسة الأعمال، والقوانين والأنظمة المناسبة، إلى جانب ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وموقع استراتيجي مميّز، ما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين، وقد شهدت الإمارة خلال عام 2024 تقدماً في تصنيفها، لتحل في المركز الرابع عالمياً في استقطاب رأسمال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، متقدمةً بواقع مركز واحد على تصنيفها السابق في عام 2023، بينما جاءت في المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال، وذلك وفقاً لبيانات شركة «إف دي آي ماركتس» التابعة لـ«فاينانشال تايمز»، الأمر الذي يمثّل تقدماً كبيراً في جاذبيتها الاستثمارية.

وأحرزت الإمارة تقدماً كذلك في مجال توفير فرص العمل من خلال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التي تم استقطابها خلال عام 2024، لتحلّ في المركز الثالث عالمياً بعد أن كانت في المركز الرابع، وتحقق المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال.

وتشهد دبي ارتفاعاً ملموساً في استقطاب المواهب في قطاعات رئيسة مهمة، مثل الخدمات التجارية، وكذلك تكنولوجيا المعلومات البرمجية، والعقارات، والنقل والتخزين، والخدمات المالية، والمعدات الصناعية، والمنتجات الاستهلاكية، والاتصالات، ويعكس ذلك بيئة الأعمال الحيوية في الإمارة، وكذلك السياسات الاقتصادية الاستراتيجية القائمة، إلى جانب القدرة على استقطاب المتخصصين والخبراء، ما يعزز مكانة دبي باعتبارها وجهة رائدة للاستثمار والابتكار.

وللسنة الثالثة على التوالي، حلّت دبي في المركز الأول عالمياً من حيث استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر عبر استضافة المقرات الرئيسة للأعمال، إذ سجلت انطلاق 50 مشروعاً جديداً في عام 2024، أما على المستوى الإقليمي، فتصدّرت دبي القائمة من ناحية استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة، وجذب رؤوس الأموال.

ويسلّط التصنيف الضوء على البيئة الاقتصادية المحفزة التي تتمتع بها دبي وتعزيزها لتحقيق نمو مستدام، حيث تأتي هذه النتائج المبهرة لأداء الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2024 في إطار المشاريع التحويلية والاستراتيجيات الرائدة التي تندرج ضمن مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الطموحة والرامية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي بحلول عام 2033، وتعزيز مكانتها وجهةً عالميةً رائدةً للأعمال والترفيه.

وتواصل دبي إرساء أعلى معايير التميّز في الاستثمار والحيوية الاقتصادية، إذ بلغت حصتها السوقية العالمية من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة 6.2%، وما نسبته 55% على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

من جهته، قال المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هلال سعيد المري: «قدرتنا على مواصلة استقطاب رؤوس الأموال، في ظلّ المتغيّرات العالمية، تعكس الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تعزيز مكانة الإمارة الاقتصادية على المستوى العالمي، وتؤكد في الوقت ذاته التزامنا بتطوير منظومة استثمارية تتماشى مع المتطلبات المستقبلية، كما يعكس تدفق رؤوس الأموال الجديدة ثقة المستثمرين والشركات متعددة الجنسيات والمواهب العالمية في نظامنا المرن المدعوم بالشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص، وكذلك المستهدفات الرائدة لأجندة دبي الاقتصادية D33، ونتطلع دوماً إلى إرساء معايير جديدة للتنافسية العالمية من خلال وضع قوانين تنظيمية تتماشى مع الطموحات المستقبلية، وتوفير حلول طاقة فعّالة من حيث الكُلفة، وعقد شراكات استراتيجية عالمية بالتزامن مع مواصلة بناء منظومة شاملة تُمكّن الشركات من النمو، كما أن تركيزنا على الابتكار وحاضنات الشركات الناشئة والبنية التحتية الرقمية، يجعل من دبي الوجهة المفضلة للباحثين عن فرص النمو والنجاح في الاقتصاد العالمي، ونحرص أيضاً على تكثيف وتوحيد جهودنا لتحويل دبي إلى أفضل مكان في العالم للزيارة والعيش والعمل والاستثمار».

وتشير البيانات إلى أن دبي تصدّرت التصنيف العالمي من حيث مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، وجذب رؤوس الأموال، وتوفير فرص العمل التي نتجت عن استقطاب الاستثمارات في مختلف القطاعات، مثل: السلع الاستهلاكية، والتصنيع، والنقل والتخزين، إلى جانب قطاع المأكولات والمشروبات، ومشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في السياحة، إضافة إلى فئات أخرى مثل الأمن السيبراني، والتجارة الإلكترونية، وقد تمكنت دبي من خلال استقطاب استثمارات أجنبية عالية القيمة من ترسيخ مكانتها بوصفها مركزاً رئيساً لتوسيع الأعمال، ما يعزز سمعتها مركزاً عالمياً للتجارة والتكنولوجيا والنمو القائم على الابتكار.

وتصدّرت دبي التصنيف في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة ضمن قطاعات تشمل الخدمات المالية، والمقرات الرئيسة، والعقارات، والذكاء الاصطناعي، وقد ازدادت حصة دبي العالمية من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في تكنولوجيا المعلومات المتقدمة من 7.3% في عام 2023 إلى 8% في عام 2024، وهو ما يرسخ مكانتها كأفضل وجهة عالمية لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات المتقدمة.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية، ذراع التنمية الاقتصادية التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هادي بدري: «تواصل دبي زخمها في توفير بيئة حيوية غنية بالفرص من خلال تحقيق أرقام قياسية في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة لعام 2024، ويعكس هذا الإنجاز الرؤية المستقبلية الطموحة للقيادة الرشيدة، وكذلك النظرة الإيجابية والمتفائلة للمستثمرين العالميين تجاه دبي، إن هذا النجاح جاء ثمرةً لالتزامنا بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، وتقديم حلول مبتكرة، وتبني نموذج اقتصادي قائم على التنوع، كما نركز على المبادرات الرائدة المستلهمة من المستهدفات الطموحة لأجندة دبي الاقتصادية D33 لتمهيد الطريق نحو النمو المستدام، وبدعم من قيادتنا الرشيدة والشركاء والجهات المعنية، تواصل دبي رسم مسارها المتميّز لتصبح نموذجاً عالمياً للابتكار والشمولية وتحقيق قيمة مستدامة».

وبالنسبة لأنواع الاستثمارات بمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي، فقد شهدت الأشكال الجديدة من الاستثمار الأجنبي زيادة ملحوظة بنسبة 23%، ما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في الأساليب المبتكرة لتخصيص رأس المال، بينما ارتفعت مشاريع إعادة الاستثمار بنسبة 98%، في مؤشر يؤكد ثقة المستثمرين المستدامة وتوسع الأعمال داخل الإمارة، وسجل الاستثمار الأجنبي المباشر من رأس المال المغامر زيادة بنسبة 39%، ما يعزز مكانة دبي مركزاً مزدهراً للشركات الناشئة والمشاريع ذات النمو المرتفع، بينما شهدت عمليات الاندماج والاستحواذ زيادة بنسبة 8%، ما يدل على الاهتمام القوي للأعمال بالشراكات الاستراتيجية.

وأظهرت بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي أن أبرز خمس دول تشكل مصدراً لتدفقات رأسمال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر أسهمت في 63% من إجمالي الاستثمارات التي استقطبتها دبي خلال عام 2024، وتصدرت الهند قائمة الدول المصدرة لرأسمال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 21.5%، تلتها الولايات المتحدة الأميركية بـ13.7%، ثم فرنسا بـ11%، والمملكة المتحدة بـ10%، ثم سويسرا بـ6.9%، وفيما يتعلق بإجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المعلنة في دبي، فقد استحوذت أبرز خمس دول مُصدرة على نحو 55% من الإجمالي، حيث تصدرت المملكة المتحدة القائمة بنسبة 17%، تلتها الهند بـ15%، والولايات المتحدة بـ14%، وفرنسا بـ4.5% وإيطاليا بـ4%.

وشكلت خمس قطاعات رئيسة ما نسبته 53% من إجمالي تدفقات رأسمال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال عام 2024، و68% من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المعلن عنها، وتصدّر قائمة القطاعات الرائدة من حيث استقطاب رأسمال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر كلٌ من قطاعات الفنادق والسياحة بنسبة 14%، والعقارات بـ14%، والخدمات البرمجية وتكنولوجيا المعلومات بـ9.2%، ومواد البناء بـ9%، والخدمات المالية بـ6.8%، كما تصدّر قطاع خدمات الأعمال قائمة القطاعات الأكثر جذباً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 19.2%، تلاه قطاع المأكولات والمشروبات بـ16.5%، وقطاع الخدمات البرمجية وتكنولوجيا المعلومات بـ14.3%، وقطاع الأقمشة بـ9.6%، وقطاع المنتجات الاستهلاكية بـ8.3%.

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، تشير التوقعات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2025 إلى نمو معتدل، معززاً بالاستقرار الاقتصادي والتقدم التكنولوجي والتغيّرات الجيوسياسية، في المقابل تبقى توقعات الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي إيجابية لعام 2025، على الرغم من حالة عدم اليقين العالمية والتغيّرات الاقتصادية الديناميكية، في حين أنه من المتوقع أن تستمر الإمارة في جذب استثمارات كبيرة، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، وأيضاً القائمة على الابتكار، ونظراً إلى اهتمام المستثمرين المتزايد بالأصول طويلة الأمد والمقاومة للتضخم، تسهم البيئة التنظيمية الملائمة والمحفزات الاستثمارية بالإمارة في الحفاظ على جاذبيتها للمستثمرين من القطاع الخاص والصناديق السيادية.

ولي عهد دبي:

• نمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانة دبي مدينة المستقبل، ومركزاً رئيساً للاقتصاد العالمي، وحاضنةً لأفضل العقول والشركات الرائدة في العالم.

• مستمرون في ترسيخ ثقافة الابتكار، وتعزيز تنافسية الاقتصاد، وتهيئة بيئة أعمال استثنائية تُمكّن الشركات والمستثمرين من تحقيق النمو والازدهار.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.